أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    17-May-2020

آلية التعامل مع الأزمة وتغيرها*لما جمال العبسه

 الدستور

تمارس الحكومة أحيانا دور الاب القاسي على ابنائه ، وبالطبع السبب هو اهتماما منها بصحة المواطن وضمانا لسلامته، فالاقتصاد وان كان القرار الرسمي بظاهره اعادة فتحه واستئناف عمل الشركات، الا ان العودة محكومة بساعات محددة من النهار، على الرغم من تراجع الحالات،علما باننا محظوظون كون معظم الحالات عرف سببها وتتم المتابعة مما يقلل الوقت والجهد الذي تستلزمه الحالات مجهولة المسبب.
 
لكن ان تعلن الحكومة بان كل شيء مرهون بتسجيل معدلات اصابة صفرية على مدى ثلاثة اسابيع، فان هذا الامر غير ممكن في الوقت المنظور، ذلك ان الاردن اعلن انه سيعيد المواطنين الراغبين في العودة الى ارض الوطن وبالتالي فان امكانية تحقيق الصفر على امتداد ?? يوما متتالية صعبة، حتى وان كانت آلية احتساب المصابيين تعتمد على القاطنين في الاردن وليس العائدين اليه.
 
كما ان استمرار اسلوب الثواب والعقاب في تخفيف حدة الاجراءات والتعامل مع فيروس كورونا المستجد كما بداية انتشاره اصاب العديد بخيبة امل، علما باننا كشعب كان ومازال ملتزماً ومتحملاً للمسؤولية، كما ان مستوى الوعي بخطورة الانتشار يرتفع يوما بعد الاخر وهذا ملحوظ بالممارسات اليومية للمواطنين، ليصاب العديد بالاحباط مع كل تصريح رسمي يصدر حول مستجدات «الفيروس».
 
لقد قامت العديد من الدولة المصابة بل والاشد اصابة بالايمان بان الفيروس يجب التعامل معه على اساس انه موجود ولن يختفي بهذه السهولة، فعلى سبيل المثال اعادت ايطاليا وهي من اكثر الدول المتضررة العمل الي اقتصادها وقامت بفتح منافذها الجوية، لكن بالمقابل عملت على اعادة هيكلة جهازها الصحي وقدرت حجم الضرر المتوقع جراء عودة الحياة الى الاقتصاد، لتكون بذلك جاهزة لما هو آت، وكذلك فعلت الكثير من الدول.
 
نحن لا نقول ان ترجع الحياة كما كانت وبشكل مباشر، انما ننصح بان لا نرجع الى الوراء، فان ربط التحرر من بعض القرارات الصعبة بالوضع الوبائي ليس في الاردن فحسب بل على مستوى دول الجوار كما صرحت الحكومة، له نتائج سلبية قد لا نستطيع تحملها.
 
الاعتماد على تقديرات لا ترتكز الى ارقام واقعية سيبقى القرارات متشددة خوفا من المستقبل، وان من الضروري الاعلان عن مدى استعدادنا للحالات المستقبلية مع فتح الاقتصاد بشكل كامل مع وجود الفيروس، والعمل على تطوير الجهاز الصحي ليقوم بالدور المناط به في حال انتهت القيود الاقتصادية، فمن غير المنطقي معالجة فيروس والتسبب بامراض اقتصادية ونفسية واجتماعية لا طاقة لنا بها.