أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    12-Jan-2021

مشروع تلفريك عجلون.. إلى متى؟*د. ابراهيم بظاظو

 الراي

تعد محافظة عجلون واحدة من أهم المواقع السياحية في الأردن؛ لما تمتلكه المحافظة من مقومات سياحية (طبيعية وحضارية وتاريخية)، ويسهم تنوع هذه المقومات في تكوين منتج سياحي متنوع ومتكامل، وتعاني المحافظة من قلة المشاريع الاستثمارية التي تسهم بشكل مباشر في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي فيها، وتشغل الأيدي العاملة، لذا بدأت فكرة إنشاء تلفريك عجلون منذ سنوات من خلال رؤية ملكية لتطوير المحافظة، وتنويع المنتج السياحي فيها، من خلال إقامة خط التلفريك بطول 2850م بالقرب من قلعة عجلون، ويحتوي المشروع على 40 عربة كل منها تتسع لثمانية ركاب.
 
يسهم إنشاء مشروع تلفريك عجلون في تنمية المحافظة واستقطاب الاستثمارات السياحية وبخاصة من الاستثمارات المحلية والعربية، حيث يشكل مشروع التلفريك نقطة جوهرية في تشجيع المستثمرين العرب والأردنيين بإقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة في بيئات بغاية الروعة والجمال وبخاصة في مجال السياحة البيئية، لذا يعد تلفريك عجلون محركاً وداعماً لاستقطاب الاستثمار، بهدف النهوض بالمحافظة بشكل خاص والأردن بشكل عام.
 
يشرف على مشروع تلفريك عجلون شركة المجموعة الأردنية للمناطق الحرة والمناطق التنموية، والتي أحالت تنفيذ المشروع على شركة دوبلمير النمساوية، وتبلغ القيمة الكلية لمشروع التليفريك 10 ملايين دينار، وما زلنا ننتظر انجاز هذا المشروع الطموح ذي الجدوى الاقتصادية العالية، وما زال التعثر للمشروع سيد الموقف والانجاز يتحرك ببطء مبالغ فيه، لذا يجب على شركة المجموعة الأردنية للمناطق الحرة والمناطق التنموية وشركة دوبلمير النمساوية البدء فوراً بانجاز مراحل المشروع، والذي لايعد ترفاً، وإنما مشروعاً تنموياً حيوياً يسهم في التنمية المكانية للمحافظة، علماً أن المخصصات المالية مرصودة للمشروع، فلماذا المماطلة بهذا المشروع الحيوي الذي أصبح عنواناً للتعثر، فإنشاء المشروع بالعاجل يسهم في دوران الاقتصاد السياحي لتشجيع المستثمرين للقدوم للمنطقة، والتخلص من الصورة الذهنية السلبية للمشاريع المتعثرة مما يسهم في تحريك عجلة الاستثمار في عجلون بخاصة والأردن بعامة، لذا يجب العمل عند الإعلان عن إقامة أي مشروع استثماري الانتباه إلى العامل الزمني والابتعاد عن أضواء الشو الاعلامي المبالغ به، فالمطلوب انجاز على أرض الواقع ومستدام.
 
كما نشير هنا إلى ضرورة قيام صناع القرار بالمحافظة على المواقع الأثرية في المحافظة التي تتهالك بفعل؛ العوامل البشرية والطبيعية دون وجود أي ترميم لهذه المواقع والحفاظ على ديمومتها مثل: تل مار الياس، احد مواقع الحج المسيحي العالمي، والذي يحتوي على أرضيات فسيفسائية شكلت عبر التاريخ أرشيفاً دينياً عالمياً، ولكن للأسف يتعرض هذا الموقع للدمار والخراب، كما أن قلعة عجلون تحتاج للكثير من الترميم والصيانة، مما يستوجب على ادارات هذه المواقع البحث عن وسائل وأدوات تسهم في التواصل مع المؤسسات الدولية المهتمة بترميم المواقع الأثرية والتراثية مجانا، وذلك على غرار اليونيسكو ومجالس الآثار والمتاحف الدولية، وعدم التحجج بعدم وجود المخصصات المالية. كما أن مشاريع السياحة البيئية في المنطقة لا تتعدى كونها مشاريع إعلامية ليس لها علاقة بعملية النمو المستدام.
 
لذا ندعو صناع القرار كافة إلى تسريع العمل وإزالة الجليد، والعمل بروح ايجابية لتنفيذ المشروع بالعاجل وعدم التباطؤ في الانجاز.