عمّان اكسشينج -

بمتابعة المؤتمر الصحفي للرئيس ترامب مساء أول أمس الجمعة 29/5 ، أخلص أن استراتيجية حملة ترامب الإنتخابية ترتكزعلى استفزاز الصين ليتم حشد الناخب الأمريكي وراء ترامب ، لدفاعه عن أمريكا ضد العدو الصيني الخارجي . لقد تجاهل ترامب القضايا الأمريكية الداخلية الضاغطة ، مثل غليان المدن الأمريكية احتجاجا على العنف العنصري ، وانتشار الحرس الوطني وخطط البنتاغون لفرض الهدوء ، ومعركته مع " تويتر " الذي حجب وتوتته لأنها " تمجّد العنف " ، وتجاهل الوضع الإقتصادي المتراجع قبل الكورونا وبعده ، وقرابة 40 مليون أمريكي عاطل عن العمل ، إضافة لإدارته لأزمة الكورونا . تجاهل ترمب كلّ هذا ليرّكز فقط على الصين واستغلالها انفتاح الإقتصاد الأمريكي ومنظمة الصحة العالمية ، وقدّم توجهاته للمحافظة على المصالح العليا لأمريكا ومبادئها التي تقوم الصين بالمسّ بها ، بدءا من انتهاك حقوق الأقلية المسلمة الأيغورية وانتهاء بحرية مواطني هونغ كونغ.

في نفس الوقت ، هناك مؤشرات على نجاح خطة حملة ترامب الإستفزازية ، نتابعها بخروج الصين عن استراتيجيتها " الحزم الهادئ ، وهدوء النفس الطويل " إلى " الدفاع والوعيد " وآخرها تصريحات مسؤولين صينيين كبار حول عدم ضمان عدم استعمال " القوة العسكرية " ضد نزعة تايوان الإستقلالية ، مما يخدم استراتيجية حملة ترامب الإنتخابية .

مصلحة الصين ، خاصة خلال الشهور القادمة باتباع استراتيجيتها " الحزم الهادئ ، وهدوء النفس الطويل " التي حققت لها الإنضمام للمنظمة الدولية ومقعدها في مجلس الأمن بدلا من تايوان  ، وحققت لها عزل تايوان في العالم ، واسترجاع هونغ كونغ من بريطانيا تحت عنوان " بلد واحد ونظامان " بعد عشرات السنين من الإستعمار ومفاوضات دامت سنوات ، وحجزت لها موقع الإقتصاد الثاني في العالم ، كما حققت توسعها في بحر الصين ، دون أن تطلق طلقة واحدة ، ودون الوصول إلى حافة الهاوية ، كما تريد حملة ترمب.

على الصين ألا تقع بفخ حملة ترمب وأن تحرمها ميزة " معركة ترمب مع العدو الخارجي" ، وتتركه بمشاكله الداخلية ، اللهم ، إلا إذا كانت تفضل له النجاح لسنوات أربعة جديدة.