أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    24-Jul-2025

مؤشر ترامب الاقتصادي.. اقـتـصـاد تـحـت الـتـغـريـد*حسام عايش

 الدستور

في خضم التشابك المعقد بين السياسة والاقتصاد، تبرز تصريحات الرئيس ترامب بوصفها محركات مؤثرة في الاقتصاد العالمي، اذ منذ عودته إلى البيت الابيض، عادت لغة التصعيد التجاري، والرسوم الجمركية، والتدخل في السياسة النقدية، لتشكل سلوكا رئاسيا يوميا، يؤثر مباشرة على الدول والاسواق والتجارة والاقتصاد.
 
من هنا، يصبح من الضروري اقتراح إيجاد أداة تنبؤية-لا فقط وصفية- لرصد وتحليل وتقييم وبلورة أثر تصريحات ترامب على الاقتصاد العالمي؛ ضمن مؤشر يحمل اسمه، للسماح للمستثمرين وصناع القرار والباحثين ورجال الأعمال والحكومات، لقراءة المشهد الاقتصادي العالمي والمحلي من خلال «مزاج الرئاسة الأميركية».
 
لكن لماذا تصريحات ترامب؟ لأنها سريعة، مباشرة، وغير تقليدية، تحمل تهديدات أو وعودا، تؤثر فورا في تحركات الأسواق، تؤدي الى ردود فعل متقلبة، وتوجد بيئة من عدم اليقين؛ ما يحول أثرها من مجرد «انطباعات إعلامية»، إلى حالات قابلة للقياس.
 
آلية عمل المؤشر المقترح، تتضمن رصد تصريحات الرئيس ونتائج تأثيرها على مؤشرات فرعية كحركة الاسهم، ومؤشر الخوفVIX –يقيس مستوى التقلب المتوقع في سوق الأسهم الامريكية، فارتفاعه يعني توقع تقلبات عالية أو مخاطر منتظرة، وانخفاضه يعني توقع استقرار نسبي-العملات المشفرة والمستقرة، الدولار، العملات الكبرى، اتجاهات التضخم، الركود، الفائدة، النمو، سلاسل الإمداد -تكلفة الشحن- تدفقات الاستثمار نحو الملاذات الآمنة او الأصول الخطرة، وذلك خلال 24 إلى 72 ساعة التالية للتصريحات؛ مع منح كل مؤشر منها درجة تأثير من -5 إلى +5، وضرب العلامة في الوزن النسبي له-مقدار التأثير والأهمية اللذين يمثلهما كل مؤشر فرعي ضمن المؤشر العام معبرا عنه بنسبة مئوية من الإجمالي- وجمع النتائج للحصول على درجة كلية توضح «مستوى تأثير التصريح على الاقتصاد العالمي».
 
استخدامات عديدة لمؤشر ترامب المقترح: في الإعلام الاقتصادي، لتفسير ردات فعل الأسواق بطريقة علمية. لصناع القرار والمستثمرين، لرصد التحولات السوقية وربطها مباشرة بالرئاسة الأميركية. في التحليل الاستراتيجي العالمي، لتقييم استمرار أو تغير وزن الولايات المتحدة في النظام الاقتصادي العالمي. كأداة بحثية، في دراسات الاقتصاد السياسي وسلوك الاسواق. في الدول لرصد اثر تلك التصريحات على اوضاعها الاقتصادية والنقدية والاستثمارية والتجارية.
 
الأردن، الذي يعتمد إلى حد كبير على التجارة الخارجية وبالذات مع الولايات المتحدة وشركائها، وعلى تدفقات الاستثمار الخارجي، وعلى أسعار السلع الاأولية مثل النفط والقمح، وعلى تحويلات المغتربين، يمكنه تصميم مؤشر ترامب محلي لقياس مدى تاثره بتداعيات تصريحات ترامب من خلال رصد مؤشر حركة البورصة. سعر الدينار مقابل العملات الاخرى غير الدولار. حجم الصادرات للولايات المتحدة-بعد رفع الرسوم الجمركية الى 20%- أسعار السلع الأساسية المستوردة: النفط، القمح، حركة الاستثمار الأجنبي المباشر، ثقة المستثمرين المحليين، الاحتياطي من الذهب والعملات الأجنبية، الفائدة على الدين الخارجي، معدل البطالة بين العاملين في المؤسسات الدولية- على خلفية حل وكالة التنمية الأميركية - معدل التضخم وأسعار الفائدة المحلية.. الخ. 
 
بذلك، ومن خلال المؤشر المقترح، يمكن تقدير مدى تأثير تصريحات ترامب: إيجابي أو سلبي، مباشر أو متأخر، مؤقت او طويل الأمد، ما يعطي صناع القرار أداة لتحليل المخاطر الاقتصادية، والتخطيط الاستراتيجي، في بيئة دولية متقلبة.
 
اقتراح مؤشر متخصص لقياس أثر تصريحات ترامب ليس رفاهية تحليلية، بل ضرورة منهجية لفهم سلوك الاقتصاد العالمي والمحلي في ظل رئاسة تصنع الحدث قبل أن تصنع السياسات.
 
وعليه، وفي عصر السيولة المعلوماتية، والتقلبات السوقية المرتبطة بالخطاب السياسي، يصبح المؤشر المقترح، اداة لا تقدر بثمن لقراءة بيئة اقتصاد عالمي ومحلي يتنفس عبر تويتر، وتروث سوشال، أكثر من التقارير الرسمية، حيث الأسواق العالمية تتحرك أحيانا بسرعة الكلمة، وتغدو تصريحات الرئيس ترامب، أدوات اقتصادية غالبا ما تحدث تقلبات سريعة ومؤثرة في الأسواق العالمية.