%78 من الأردنيين يفضلون أنماط عمل مرنة
الغد-عبد الرحمن الخوالدة
كشف تقرير دولي حديث عن تزايد اهتمام الأردنيين بريادة الأعمال، حيث يعرب حوالي نصف الأردنيين عن رغبتهم في بدء مشاريعهم الخاصة، إضافة إلى تفضيل "السواد الأعظم" من المواطنين أنماط العمل المرنة، ولا سيما بين الشباب والنساء وذوي الدخل المحدود.
ووفقا لتقرير حديث أعدته شركة "إبسوس" للأبحاث تحت عنوان "في دائرة الأضواء: آراء حول العمل والمهنة"، فإن غالبية الأردنيين يقودهم الدافع المالي عند اتخاذ قراراتهم المهنية، إضافة إلى انخفاض رضا الأردنيين حول الوظائف التي يعملون بها وكذلك مستوى الأجور.
ويقدم التقرير صورة عن واقع سوق العمل الأردني، الذي يعاني من فجوات بين الطموح والواقع، ومن هيمنة المبررات الاقتصادية على القرارات المهنية، في مقابل إصرار متنام لدى فئات واسعة خصوصا الشباب، على تغيير هذا الواقع من خلال ريادة الأعمال والمرونة الوظيفية.
وبالانتقال إلى نتائج استطلاع البحث، الذي شمل عينة ممثلة من 500 مشارك من مختلف الفئات العمرية والطبقات الاقتصادية، فإن 46 % من العاملين يرون العمل وسيلة لكسب الرزق فقط، فيما أشار 58 % من الباحثين عن عمل إلى أن تحسين الرواتب والحوافز هو السبب الرئيس في رغبتهم بتغيير وظائفهم. ومع ذلك، أفادت المشاركات في الاستطلاع بأن أهمية التوازن بين الحياة والعمل عامل مهم خصوصا لدى النساء.
ريادة الأعمال هدف لأغلب الأردنيين
وأبدى نحو واحد من كل اثنين من الأردنيين رغبتهم في بدء أعمالهم الخاصة، غير أن الواقع وفقا لما أفادوا بأن 9 %، يملكون مشاريع قائمة و6 % حاولوا وفشلوا. وأعرب 61 % من المشاركين عن اعتقادهم بضرورة تقديم مزيد من الدعم لأصحاب المشاريع الصغيرة.
وأشارت نتائج التقرير إلى وجود فجوة بين نماذج العمل المفضلة والسائدة حاليا، حيث أكد ما نسبته 78 % من المستطلعة آرؤاهم بأنهم يفضلون أنماط عمل هجينة أو عن بعد. هذا التفضيل كان أوضح بين الشباب خصوصا من هم بين 18-24 عاما، والنساء، وذوي الدخل المحدود.
وبينت النتائج أن نصف الأردنيين يعملون حاليا في وظائف مكتبية تلقيدية، وذلك بحسب 54 % من عينة البحث.
ضعف الرضا الوظيفي
وأظهرت النتائج أن 29 % من الأردنيين راضون عن وظائفهم الحالية، في حين أن النسبة الكبرى من الرضا سجلت لدى من هم فوق سن الـ45 ومن أصحاب الدخل المرتفع. كما عبر ثلث العاملين فقط عن رضاهم عن بيئة العمل، والتقدير من المدير، والتوازن بين الحياة والعمل، في حين تراجعت نسبة الرضا عن الرواتب إلى 21 % فقط.
تعليم لا يتماشى مع متطلبات السوق
وكشف التقرير عن وجود، فجوة واضحة في مواءمة المخرجات الأكاديمية مع الحاجات الاقتصادية لسوق العمل، رغم أن 60 % من العاملين يعملون في مجالات توافق تخصصاتهم الجامعية، إلا أن فقط 41 % يعتقدون أن تعليمهم ومهاراتهم تتماشى مع متطلبات سوق العمل الحالي.
حركة نشطة للبحث عن فرص أفضل
وتشير البيانات التي أوردها التقرير، إلى أن 77 % من الأردنيين العاملين يبحثون حاليا عن فرص عمل جديدة، مع ميل واضح نحو العمل خارج البلاد لدى الفئات الشابة، حيث كانت النسبة الكبرى التي تصدرت هذا الاتجاه.
وتصدر الدافع المالي قائمة الأسباب لدى غالبية الباحثين عن فرص عمل جديدة، في حين أبدت النساء اهتماما أكبر بـالمرونة وتحقيق التوازن الحياتي.
وكشف التقرير أن 27 % من الأردنيين، يمارسون العمل الحر (فريلانسينغ)، مع اهتمام متزايد لدى الشباب. كما أبدى 64 % من المشاركين وعيا بمفهوم أسبوع العمل المكون من أربعة أيام، وتوقع 64 % أن يصبح هذا النمط هو القاعدة مستقبلا.
نظرة قاتمة لفرص الشباب
وفي تقييمهم لفرص الشباب مقارنة بالأجيال السابقة، أبدى الأردنيون نظرة متشائمة نسبيا، حيث اعتبر أقل من ثلثهم أن الشباب اليوم يحظون بفرص أفضل لبدء مشاريع، أو تحقيق التوازن، أو الحصول على وظيفة في مجال تخصصهم، بينما رأى أكثر من 40 % أنهم يواجهون فرصا أسوأ.
ويذكر أن شركة أبحاث "إبسوس"، تتمتع بحضور قوي في جميع الأسواق الرئيسية، حيث سبق أن صنفتها بعض مراجع الأبحاث الدولية بأنها تحتل المرتبة الثالثة في مجالات البحث العلمي من خلال امتلاكها مكاتب في 90 دولة حول العالم.