الراي
نحتفل بعيد جلوس الملك عبدالله الثاني على العرش ونتأمل ما مضى ونتطلع إلى ما هو قادم.
لكننا في الأثناء نراقب ما يدور حولنا والاهم هو تباين الاراء ووجهات النظر بيد ان اكثر ما يسترعي الانتباه هو الجهد الكبير الذي يبذله الملك للحفاظ على المملكة في ظل هذا الصخب وهذه العواصف وهذه المهددات، وهو أي جلالته يتحمل ويصبر على كل التشكيك وكل الظلم وكل الافتئات.
هذا ما فعله المغفور له الحسين طيب الله ثراه فما إن انقشعت العيون حتى تبين للجميع كيف كان الحسين يعض على الجرح ويصبر. حتى تتمكن هذه السفينة من تجاوز المحن والصعاب وترسو قوية عزيزة.
على أننا لا نريد أن نصبر في هذه المرة إلى أن تنقشع الغيوم وتتبدد الغيوم ولا نريد أن ينصفنا التاريخ بل سنقاتل من اجل الحقيقة اليوم وليس غدا.
أما ما مضى في القريب.. فهذا البلد محدود الموارد والامكانات ما أن يفلت من أزمة حتى تداهمه اخرى وهكذا دواليك لكنه صامد وليس هذا فحسب بل يقدم ما يفوق قدراته ويصبر ويحتسب..
لا يكل هذا البلد عن المحاولة بالأمل والرجاء والجهد والإخلاص لأن ينطلق من عقاله نحو العالم ونحو البناء والإصلاح السياسي والاقتصادي، يناور هنا ويقاتل هناك ويهادن في مكان آخر.
قلة الموارد فيه، حولت الإنسان إلى ثروة وهو كذلك قصة نجاح ببزوغ شمسها وسط الغيوم.
لماذا الأردن في عيون الناس جميل آمن ومستقر يجترح المعجزات وفي عيون البعض منا ليس كذلك، لعل في إعجاب كثير من شعوب الأرض في قصة نجاحنا، واستقرارنا في صخب الجوار الذي لا يرحم، دروس لنا وعلنا نستمع إلى ما يقولون وعلنا نردد ما يبوحون به من مزايا فينا وفي بلدنا.
سيستمر الأردن في سياسة الانفتاح ولن ينغلق على نفسه لكنه سيحتاج بين فترة واخرى إلى التجديد وإعادة ترتيب الأوراق في انتظار استتاب حالة اليقين وسيستأنف مشاريعه وكل أزمة تجعله اقوى.. وقد آن أوان التقاط الأنفاس.. لأن التنمية ستحتاج الى صفاء.
كيف نجا الأردن وكيف لا يزال يتنفس بقوة رغم سحب الدخان القاتمة التي تملأ الاقليم, بصراحة أملك إجابة, لكنني أتركها للتأمل.
وكل عام والأردن ومليكه وشعبه بخير..