أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    10-Nov-2025

جولة الملك واستقطاب استثمارات نوعية*موسى الساكت

 الغد

جولة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى كل من اليابان وفيتنام وسنغافورة وإندونيسيا وباكستان تمثل خطوة إستراتيجية جديدة في مسار الدبلوماسية الاقتصادية الأردنية، الرامية إلى تعزيز مكانة الأردن على خريطة الاستثمار العالمية وفتح آفاق أوسع أمام الصادرات الوطنية. 
 
 
هذه الجولة، التي جاءت في توقيت حساس يشهد فيه العالم تحولات اقتصادية متسارعة، تعكس رؤية جلالته المستندة إلى أن الاقتصاد هو المحرك الأساس للاستقرار والتنمية المستدامة.
فاليابان التي تعتبر واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم، خصوصاً في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والصناعات المتقدمة. كما ستشكل زيارة فيتنام وسنغافورة فرصة للتواصل مع نماذج تنموية ناجحة استطاعت تحقيق قفزات اقتصادية بفضل الانفتاح والتخطيط الإستراتيجي، وهو ما يمكن للأردن أن يستفيد منه في تطوير سياساته الصناعية والتجارية. 
أما إندونيسيا وباكستان، فتمثلان بوابتين مهمتين إلى أسواق جنوب وشرق آسيا، ذات الكثافة السكانية العالية والطلب المتزايد على السلع الغذائية والدوائية، وهي مجالات تتميز فيها الصناعة الأردنية بجودة وتنافسية عالية.
إن هذه الجولة الملكية تحمل بعدين أساسيين: الأول هو استقطاب استثمارات نوعية تساهم في نقل المعرفة وتوليد فرص العمل النوعية للشباب الأردني، عبر تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، واستثمار المزايا التي يوفرها الأردن من موقع إستراتيجي، واتفاقيات تجارة حرة، وبيئة تشريعية جاذبة. أما البعد الثاني فيتمثل في فتح الأسواق أمام الصادرات الأردنية من خلال بناء جسور تواصل مع الحكومات والشركات الكبرى، والترويج للمنتج الأردني بوصفه منتجاً منافساً يتمتع بالجودة والسمعة الموثوقة.
لقد بات واضحاً أن الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك تتجه نحو ربط السياسة بالاقتصاد، وإعطاء الأولوية لتعزيز النمو وجذب الاستثمارات التي تخلق القيمة المضافة. فالقوة الناعمة للأردن اليوم تكمن في قدرته على تقديم نفسه كشريك موثوق ومستقر في منطقة مضطربة، وكوجهة مثالية للاستثمار والتصدير.
جولة الملك ستكون خريطة طريق اقتصادية تؤكد أن مستقبل الأردن سيكون مزدهراً متى ما ترجمنا هذه الجهود إلى مشاريع واقعية، واستثمرنا الزخم السياسي في تمكين الصناعة الوطنية، وتوسيع قاعدة الصادرات، وجذب الاستثمارات التي تصنع الفرق في حياة الأردنيين.
النجاح الحقيقي لهذه الجولة يعتمد على المتابعة الجادة والإرادة في تحويل الفرص إلى إنجازات.