الراي
هذا الاقليم الذي لا يهدأ لا يترك لنا فرصة لالتقاط الانفاس.
هذا يقودنا إلى الحديث مرة أخرى عن الجبهة الداخلية الأردنية.
لا نستبعد الآثار الاقتصادية لمثل هذه الحروب على الاقتصاد الوطني ليس لان الأردن في منتصف هذه الأحداث لكنه ليس شريك فيها ولا علاقة له في اسبابها فقد هبطت عليه من دون ان يكون له فيها لا ناقة ولا جمل بل لان الاقتصاد الوطني يتصف بحساسية بالغة ازاء الاحداث من حوله فهذه طبيعة الجغرافيا من جهة وهذا ايضا ثمن محدودية الموارد.
سيلمس الناس هذه الآثار خصوصا المباشرة وبلا شك أن قطاعات عديدة ستتأثر وان بدرجات متفاوتة لكن ما لدينا من عناصر قوة هي ما تتركز في الجبهة الداخلية الصامدة والواعية والرشيدة والمترابطة.
عندما يكون بلدنا وشعبنا وسط أوضاع إقليمية معقدة وفي مواجهة مهددات خارجية خطيرة فإن الجبهة الداخلية القوية هي خط المواجهة الأول.
الملك مع وبين شعبه، مشاعرهم ومواقفهم وتضحياتهم ودعمهم للحق الفلسطيني ولم يتوقف للحظة عن العمل في سبيل ذلك وثباته والأردن على موقفه وصوته القوي في إيصال هذا الموقف كفيل بمنح القوة والصلابة للجبهة الداخلية.والتحدي أمام مؤسسات الدولة هو البناء على هذا الموقف وتصليب الجبهة الداخلية، وحشد قوى المجتمع الحية خلف القيادة وحماية جهود الملك.
من حق الأردن كدولة طبيعية أن ينظر إلى مستقبله وشعبه وحقه في الأزدهار والتنمية وهو التحدي الذي لا زال يجد عراقيل بسبب التوتر في المنطقة وانسداد الافق وتفجر الاوضاع تارة اخرى.
الظروف الاقتصادية تغري بعض الجهات لاختراق الجبهة الداخلية عندما تجد لها فرصة.
عندما تكون الجبهة الداخلية جيشا مسلحا بالوحدة الوطنية تكون أقوى من كل الجيوش المسلحة باعتى الأسلحة.
على المعارضين قبل الموالين أن يدعموا الجبهة الداخلية، وكل مواطن هو ترس في مواجهة هذه التحديات ومواجهة كل من ينتظر الفرصة.
لطالما تعرض الأردن إلى هجمات إلكترونية وليس سرا أن التكنولوجيا الإسرائيلية ومن خلفها أجهزة مخابرات واستخبارات تعبث في فضائنا ولم تتوقف وهي لن تتوقف لتحقيق هدف وحيد هو التشكيك في المواقف الاردنية الواضحة وتزييف الحقائق وقد فعلت ذلك مرارا وتكرارا.
هذا الاختراق يجب ان لا يمر بالوعي والصراحة وليس أكثر من الملك ذاته تكريسا لهذا الاسلوب، فهو يتحدث امام الكاميرات، وليس في الغرف المغلقة ما يقوله خلف الكاميرات يقوله في العلن، فهذه مصلحة بلد وشعب.
السلوك السلبي في حالة الحرب لا يخدم القضية فليس من المصلحة أن نقع في فخ، فنصبح كمن يطلق النار على قدمه، فمن له مصلحة في اضعاف هذا الصوت والتشويش عليه والحيلولة بينه وبين القيام بواجبه في هذه الظروف الاستثنائية.
تعزيز الجبهة الداخلية هو العنوان