أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    02-Nov-2025

كيف تسهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحسين تعلم الطلبة؟

 الغد-آلاء مظهر

 في زمن تتسارع فيه الابتكارات الرقمية، يفتح الذكاء الاصطناعي آفاقًا جديدة أمام التعليم المدرسي، ليصبح أداة فاعلة في تحسين تعلم الطلبة وتطوير أساليب التدريس.
 
 
وبينما يتيح الذكاء الاصطناعي تصميم مسارات تعلم فردية تعزز الفهم وتدعم التحصيل وتحسن من نتائج التعلم من خلال قدرته على تحليل البيانات التعليمية وتحديد احتياجات كل طالب بدقة، أكد خبراء تربويون أن تطبيقاته تعد من أهم الأدوات القادرة على إحداث نقلة حقيقية في التعليم، إذ تتيح ما يسمى بـ"التعليم المخصص"، أي توجيه عملية التعلم بحسب احتياجات كل طالب ومستواه المعرفي، وتساعد في الكشف المبكر عن مواطن الضعف والقوة في الأداء الأكاديمي، الأمر الذي يجعل المعلم أكثر قدرة على التوجيه والمتابعة الفعالة. 
وبين هؤلاء الخبراء في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، أن هناك أدوات لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم تستخدم لتحسين عملية التعلم والتدريس، وتوفر تطبيقات لتعلم اللغات، وأخرى لتقديم دروس مخصصة للطلاب والمعلمين، وإنشاء اختبارات وألعاب تعليمية، وتطبيقات أخرى للتوصية للطلبة بالدورات التعليمية بناء على اهتماماتهم وسجل تعلمهم السابق، فضلا عن تطبيقات تقدم المساعدة للطلاب في حل المشكلات، وأخرى لربط الطلاب بالأسئلة والإجابات ذات الصلة لتقييم أداء الطلاب وتقديم التعليقات.
وأوضحوا أن دور الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على تحليل الأداء أو إنتاج المحتوى، بل يمتد إلى بناء منظومة تعلم قائمة على البيانات الدقيقة وصنع القرار التربوي الذكي، ما يسهم في تطوير المناهج، وتجويد أساليب التقويم، ورفع كفاءة التعليم عن بُعد والتعليم المدمج على حد سواء.
وكان وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة أشار خلال لقائه وفدا من أعضاء المجلس التنفيذي لكل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS)، إلى أهمية تكثيف العمل وزيادة الجهود لتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في التعليم الذي يعد أمرًا حيويًا لمواكبة التطور التكنولوجي الحديث وتحسين جودة التعليم، وهذا يدعو الجميع إلى تطوير البنية التحتية الرقمية في المدارس والجامعات، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تحسين جودة التعليم ورفع مستوى التحصيل الدراسي للطلبة.
تجويد العملية التعليمية
في هذا السياق، أكد نائب رئيس جامعة مؤتة للشؤون الأكاديمية والتعليم الإلكتروني الدكتور محمد المجالي، أن الذكاء الاصطناعي يؤدي دورا مهما في حقل التعليم، حيث يساهم في تحسين العملية التعلمية وتجويدها، وتكمن أهميته في تخصيص الدروس والمواد التعليمية لكل طالب بناءً على احتياجاته واهتماماته، وتحليل أداء الطلاب وتقديم التغذية الراجعة والتوصيات لتحسين أدائهم.
وأضاف المجالي إنه يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة المهام الإدارية وتحرير المعلمين من الأعمال الروتينية، ما يتيح لهم التركيز على التدريس، وأيضا يمكنه توفير التعليم للطلاب الذين يعانون من صعوبات في الوصول إلى التعليم الاعتيادي، مثل الطلاب ذوي الإعاقة أو الذين يعيشون في المناطق النائية، بالإضافة إلى تحسين جودة التعليم من خلال تقديم مواد تعليمية تفاعلية ومثيرة للاهتمام، ويقدم الدعم للمعلمين في تحليل أداء الطلاب وتقديم التغذية والتوصيات وغيرها.
وأشار إلى أن للذكاء الاصطناعي القدرة على تمكين الطلاب من التعلم الذاتي وتحديد أهدافهم التعليمية، وتحسين طريقة التعلم والتدريس، وتحسين تجربة التعلم للطلاب، لافتا إلى وجود أدوات لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم تستخدم لتحسين عملية التعلم والتدريس، وتوفر تطبيقات لتعلم اللغات، وأخرى لتقديم دروس مخصصة للطلاب والمعلمين، وإنشاء اختبارات وألعاب تعليمية، فضلا عن تطبيقات أخرى للتوصية للطلبة بالدورات التعليمية بناء على اهتماماتهم وسجل تعلمهم السابق.
وتابع: كما توجد تطبيقات تقدم المساعدة للطلاب في حل المشكلات، وأخرى لربط الطلاب بالأسئلة والإجابات ذات الصلة لتقييم أداء الطلاب وتقديم التعليقات."
وأكد أن هناك بعض السلبيات التي يجب أخذها بعين الاعتبار، مثل إمكانية أن يؤدي الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي إلى تقليل مهارات التفكير النقدي والتحليلي لدى الطلاب، كما يمكن أن يؤدي إلى مخاطر على خصوصية وأمان بيانات الطلاب، ويمكن أن يؤدي إلى التحيز وتمييز في التعامل مع الطلاب خاصة إذا كانت البيانات المستخدمة في تدريب النظم غير متوازنة ويمكن أن يؤدي إلى فقدان التفاعل البشري بين المعلمين والطلاب، ما قد يؤثر على جودة التعليم.
ومن السلبيات الأخرى أيضا، بحسبه، صعوبة التكيف مع تقنيات الذكاء الاصطناعي بالنسبة لبعض المعلمين والطلاب، خاصة إذا لم يكونوا على دراية كافية بالتكنولوجيا، مشيرا إلى صرورة أخذ هذه السلبيات بعين الاعتبار عند استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، والعمل على تقليل المخاطر وتحقيق الفوائد المحتملة من تطبيقه.
تحول نوعي
بدوره، رأى الخبير التربوي فيصل تايه، أن التعليم يشهد اليوم مرحلة مهمة من التحول النوعي في أدواته وأساليبه، بعد أن تبنت الوزارة توجها واضحا نحو دمج الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، وهو توجه يعكس إدراكا وطنيا بأن مستقبل التعليم لا يمكن فصله عن التحول الرقمي الذي يفرضه عصر الثورة الصناعية الرابعة.
وأضاف تايه أن دعوة وزير التربية والتعليم إلى تكثيف الجهود لتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في التعليم، تمثل خطوة متقدمة في المسار الصحيح، لأنها تؤكد ضرورة تطوير البنية التحتية الرقمية في المدارس والجامعات، بحيث تصبح البيئة التعليمية في الأردن قادرة على استيعاب تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتوظيفها لخدمة جودة التعليم وتحسين نواتج التعلم.
وبين أن منصة "سراج" التي أطلقتها الوزارة مؤخرا تمثل نموذجا عمليا للتحول نحو التعليم الذكي، فهي منصة رقمية متطورة توظف أدوات الذكاء الاصطناعي في تنظيم عملية التعلم، وتحليل بيانات الطلبة، ومتابعة أدائهم بصورة تفاعلية، بما يتيح تجربة تعليمية تراعي الفروق الفردية وتساعد الطلبة على تطوير مهاراتهم بوتيرة تتناسب مع قدراتهم.
ولفت إلى أن منصة "سراج" ليست مجرد وسيلة تقنية، بل هي تعبير عن رؤية تعليمية مستقبلية تسعى إلى أن تكون المدرسة الأردنية بيئة تعلم ذكية قادرة على التفاعل مع التطور العالمي في المعرفة والتكنولوجيا.
وأوضح أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تعد من أهم الأدوات القادرة على إحداث نقلة حقيقية في التعليم، إذ تتيح ما يسمى بـ"التعليم المخصص"، أي توجيه عملية التعلم بحسب احتياجات كل طالب ومستواه المعرفي، وتساعد في الكشف المبكر عن مواطن الضعف والقوة في الأداء الأكاديمي، الأمر الذي يجعل المعلم أكثر قدرة على التوجيه والمتابعة الفعالة، بما يسهم بشكل مباشر في تحسن تعلم الطلبة.
وبين أن دور الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على تحليل الأداء أو إنتاج المحتوى، بل يمتد إلى بناء منظومة تعلم قائمة على البيانات الدقيقة وصنع القرار التربوي الذكي، ما يسهم في تطوير المناهج، وتجويد أساليب التقويم، ورفع كفاءة التعليم عن بُعد، والتعليم المدمج على حد سواء.
وأشار تايه إلى أن هذا التحول يفتح آفاقا واسعة أمام التعليم، إلا أنه يتطلب استثمارا حقيقيا في تأهيل المعلمين رقمياً، لأن المعلم يظل الركيزة الأساسية في نجاح أي تحول تكنولوجي تربوي، فالذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحل محل المعلم، لكنه يستطيع أن يخفف عنه الأعباء الروتينية ويفتح له المجال للتركيز على تنمية التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلبة.
وأضاف: "كما أن التحول الرقمي في التعليم لا بد أن يكون شاملاً وعادلاً، بحيث يراعى فيه تحقيق العدالة الرقمية وضمان وصول جميع الطلبة إلى التقنيات التعليمية الحديثة دون فجوات أو تفاوت بين المناطق والمدارس."
وأكد تايه أن الأردن اليوم يقف أمام فرصة حقيقية ليكون من الرواد في التعليم الذكي في المنطقة، بفضل الإرادة السياسية الداعمة، والرؤية الإصلاحية لوزارة التربية والتعليم، وتزايد الوعي المجتمعي بأهمية التكنولوجيا في بناء الإنسان المتعلم القادر على الإبداع والإنتاج، مستدركا أن نجاح هذا التحول يتطلب خطة إستراتيجية مستمرة تقوم على التقييم، والتغذية الراجعة، وتطوير الأداء، لضمان ترجمة الاستثمار في التكنولوجيا إلى تحسن ملموس في نواتج التعلم، وفي مهارات الطلبة المستقبلية.
ضرورات التحول في التعليم
من ناحيته، أكد الخبير التربوي عايش النوايسة، أن التحول في شكل التعليم اليوم أصبح ضرورة ماسة، خاصة في ظل التطورات الرقمية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، الذي شكل ثورة حقيقية في جميع النظم بشكل عام، والتعليم بشكل خاص؛ فلم تعد نظم التدريس التقليدية قادرة على مواجهة التغيرات أو تقديم تعليم نوعي يتلاءم مع طبيعة العصر واحتياجات المتعلمين واهتماماتهم المختلفة.
وأضاف النوايسة أن استخدام التطبيقات المرتبطة بالذكاء الصناعي في عملية التعليم ذات انعكاسات إيجابية كبيرة؛ حيث توفر تعليما يراعي الاحتياجات الفردية للطلبة، وتعمل على معالجتها، لافتا إلى أن الأنظمة الذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل مستوى الطالب، وتحديد نقاط قوته وضعفه، وبالتالي تصميم تعليم يتناسب مع قدراته واحتياجاته، فإذا كان الطالب ضعيفا في الرياضيات، مثلا يقدم له النظام تمارين إضافية بأسلوب مبسط يساعده على الفهم بشكل أفضل، ويركز على معالجة نقاط ضعفه. 
وأشار إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تجعل عملية التعليم أكثر متعة، من خلال التنوع في الوسائل والأنشطة، واستخدام الألعاب وغيرها من الأدوات التي تحفز الطلبة، وتولد لديهم دافعية أعلى للتعلم، لافتا إلى أن هذه التطبيقات تسهم في إحداث نقلة نوعية داخل الصفوف الدراسية، إذ لم تعد العملية التعليمية قائمة فقط على التلقين التقليدي، بل أصبحت أكثر تفاعلية ومرونة بفضل قدرتها على تحليل بيانات الطلبة وتقديم حلول تعليمية مخصصة. 
وأوضح أن هذا النظام يقدم تغذية راجعة فورية للطلبة لتصحيح مسار تعلمهم، ما ينعكس إيجابا على أدائهم، كما يخفف من عبء المعلم؛ حيث يتيح له التركيز على تقديم الدعم لتحسين تعلم الطلبة، علاوة على أن التعليم الذكي يوفر مرونة كبيرة؛ إذ يختصر قيود المكان والزمان، ما يسمح للطلبة والمعلمين بممارسة أنشطة التعليم دون التقيد بحصة صفية تقليدية، ويتيح هذا النظام مساحة أكبر للإبداع، ويشرك أولياء الأمور بشكل أكبر في تحمل مسؤولية تعلم أبنائهم. 
ولفت إلى أن هذا النوع من التعليم يحتاج إلى بيئة مناسبة تشمل بنية تحتية تكنولوجية متطورة، مثل توفير الإنترنت عالي السرعة لضمان تشغيل الأنظمة الذكية بسلاسة، وتزويد المدارس بأجهزة مثل الحواسيب اللوحية (Tablets)، والسبورات الذكية، وأجهزة الواقع الافتراضي (VR) لتحسين تجربة التعلم، كما يتطلب استخدام منصات تعليمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل مستوى الطالب وتقديم محتوى مخصص.
وأكد ضرورة تدريب المعلمين على استخدام أنظمة التعليم الذكي، وتطبيق أدوات مثل تحليل البيانات والتعليم التفاعلي، كما يجب تطوير المناهج الدراسية التقليدية لتكون متوافقة مع الأنظمة الذكية، واستخدام تقنيات مثل الألعاب التعليمية (Gamification)، ومقاطع الفيديو التفاعلية، والاختبارات المخصصة لتناسب القدرات الفردية للطلبة.
وأشار إلى أن هذا كفيل يجعل التعليم مواكبا للتطورات، ومتوائما مع حاجات سوق العمل، ما يسهم في إيجاد فرص عمل، وتحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي المنشود.