بكين - بروكسل: «الشرق الأوسط»
أعلنت وزارة التجارة الصينية،امس الخميس، أن الصين تأمل أن يُقلل الاتحاد الأوروبي من اتهاماته، وذلك رداً على انتقادات «الاتحاد» لمحدودية وصول الشركات الأوروبية إلى السوق الصينية.
وفي سياق قمة مرتقبة بين الصين والاتحاد الأوروبي في بكين أواخر يوليو (تموز) الحالي، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن الصين أغرقت الأسواق العالمية بطاقتها الإنتاجية الفائضة، وقللت من وصولها إلى سوقها، ومكّنت روسيا بحكم الأمر الواقع من «اقتصاد الحرب».
وصرحت المتحدثة باسم وزارة التجارة الصينية، هي يونغ تشيان، في مؤتمر صحافي دوري، بأن الصين تأمل أن «يُقلل الاتحاد الأوروبي من اتهاماته، وأن يُعزز تواصله، وأن يكون أقل حمائية، وأكثر انفتاحاً». وأضافت أن الصين تأمل أن ينظر الاتحاد الأوروبي إلى علاقاتهما الاقتصادية والتجارية «دون انفعال أو تحيز».
وفي خطابٍ ألقته أمام البرلمان الأوروبي يوم الثلاثاء، أشادت فون دير لاين بالصين لتوسعها الاقتصادي بأكثر من 10 أضعاف على مدار 50 عاماً، وانتشالها 800 مليون من سكانها من براثن الفقر، وتحويلها إلى عملاق صناعي ورائد في مجال التكنولوجيا النظيفة. وقالت: «لكن علاقاتنا بالصين يجب أن ترتكز على تقييمٍ واعٍ لهذا الواقع الجديد».
وأضافت فون دير لاين أن الصين تمتلك «أدواتٍ فريدةً تحت تصرفها» سمحت لها بـ«إغراق الأسواق العالمية بطاقةٍ إنتاجيةٍ فائضةٍ مدعومة، ليس فقط لتعزيز صناعاتها، بل لخنق المنافسة الدولية أيضاً». وأضافت أيضاً أن دعم الصين «المستمر» لروسيا قد أدى إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار وانعدام الأمن في أوروبا، ليصبح عاملاً مساعداً فعلياً للاقتصاد الروسي مع استمرار الحرب بين موسكو وكييف.
وجاء انتقاد فون دير لاين الصين عقب زيارة وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، إلى بروكسل، حيث عبّر لكبيرة دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عن أمله في أن يطور الاتحاد الأوروبي فهماً أكبر موضوعية وعقلانية للصين، وأن يتبنى سياسة أعلى إيجابية وعملية تجاهها.
وبالإضافة إلى الأسواق، أدان البرلمان الأوروبي الصين، الخميس؛ بسبب قيودها على صادرات المعادن النادرة، وأصرّ على ضرورة رفض الاتحاد الأوروبي أي محاولات من بكين لاستخدام هذه القيود لإجبار «الاتحاد» على تقديم تنازلات.
وقبل أسبوعين من قمة الاتحاد الأوروبي والصين، التي من المقرر أن تُشكّل المعادن النادرة موضوعاً رئيسياً فيها، أيّد نواب الاتحاد الأوروبي اقتراحاً ينص على أن تصرف الصين غير مبرر وينطوي على نية قسرية، وأن «موقفها شبه الاحتكاري» يمنحها نفوذاً هائلاً.
ووافق البرلمان الأوروبي على الاقتراح بأغلبية 523 صوتاً مؤيداً مقابل 75 صوتاً معارضاً، وامتناع 14 عضواً عن التصويت. وهذا الاقتراح غير ملزم ولكنه مؤثر؛ لأن البرلمان هو المؤسسة الوحيدة المنتخبة انتخاباً مباشراً في الاتحاد الأوروبي.
وفرضت الصين، التي تستخرج نحو 60 في المائة من المعادن النادرة بالعالم وتصنع 90 في المائة من مغناطيسات المعادن النادرة المستخدمة في كل شيء؛ من السيارات إلى الأجهزة المنزلية، قيوداً في أوائل أبريل (نيسان) الماضي تُلزم المصدرين الحصول على تراخيص من بكين.
وحثّ الاقتراح البرلماني الصين على رفع القيود المفروضة في خضم حرب تجارية مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن بكين أنشأت «مسارات خضراء» لتبسيط الإجراءات على الشركات الأوروبية.
وفي برلين الأسبوع الماضي، قلّل وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، من شأن المخاوف الأوروبية، قائلاً إن مراقبة صادرات السلع التي قد يكون لها استخدام عسكري ممارسة شائعة، و«لكن يمكن تلبية احتياجات أوروبا إذا قُدّمت طلبات».
كما دعا مشرّعون من الاتحاد الأوروبي «الاتحادَ» إلى دعم أهدافه لعام 2030 لمشروعات التعدين والمعالجة المحلية الحيوية للمعادن بميزانية محددة، وتقييم المستويات الدنيا المطلوبة للمخزونات الاستراتيجية من المعادن النادرة.