أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    26-Jan-2022

مدن المركبات.. حلول مقترحة*سلام يوسف بطارسة

 الراي 

الأعراض لا تتعارض مع مضمونها بالمركبات، لا يُقصد هنا بها تلك المجرورة بواسطة الخيل، ولا أيضاً تلك الناقلة المُقلعة عمودياً، التي قد يأتي وقت تكون فيه. وبالمدن، لا يُعنى بها تلك المعينة إسماً، مثل عمّان او باريس، انما يراد بها المركبات الحديثة المتحركة بالآلة والانسان - خاصة السيارات السائرة في المدن...
 
فالمحتوى لا يُفهم تماما من العنوان الظاهر الذي يدلّ عليه؛ والحل المقترح هو مجرد رأي، نتج بعد التفكير والرسم لعدّة حلول، بداية - خيالية، تصوريّة ومكلفة جداً ومزعجة التنفيذ - حيث تُوُصِّل له بعد دراسات طويلة، مستفيضة وصبورة، لامكانية التطبيق على مدينة قائمة: الاقل كلفة، مالاً وجهداً ووقتاً وأثارهم الفظّة؛ رأي للمساعدة - لان المدينة هي كالأم، تُطعم وتُسقي وتحرق نفسها للانارة على اولادها ليلا ونهارا، لتأمين طريقهم وبيوتهم وحاجاتهم المتنوعة؛ فعلينا الأخذ بيدها، خاصة عندما تكون كبيرة وبحاجتنا - كدأب لإعادة التناغم بين الانسان والآلة والمدينة بشوا?عها ومبانيها المختلفة، الذين بتنافُرهم يحدث الازدحام الذي نشاهده، خاصة في عواصم العالم. فهو محاولة لإحالة وضع مروري مزدحم في مدينة قائمة الى افضل.
 
يؤسف كثيراً عندما يصبح الاهتمام لخدمة المركبة في المدن الكبيرة في الحجم، عالمياً، لدرجة تتجاوز عن تلك المُعْناة بصانعها، الانسان: المارّة بمختلف أعمارهم، وأصحاب المحلات والمباني التجارية...الخ، حيث تتعدّى تلك الآلة الجميلة، التي اصبحت صديقه له، حقوقهم، كما تسد الاشجار الصديقة لانها تكون غير ملائمة لممرّه، فلا يعبر؛ وهذا ايضا يساعد على تكون الازدحام المروري بشكل غير مباشر، لانهم يصبحون سائرين بشكل معاكس...فيُوجَد التنافر.
 
فعند بلوغ هذا المستوى من العناية، تصبح المدينة، مدينة للمركبات، فقط! أمّا اذا رجع الإنسجام والتوافق بينهم الثلاثة، حينها ستكون مدن مركبات، آمنة، بإمتياز وإحترافية وجمال، للانسان، الذي هو الاساس، وللطريق وما يرتبط به.
 
إن الجواب الاقتصادي لأي مسألة تتعلق بالازدحام المروري لاي مدينة عصرية، لا ينتج من معادلة الحل لمنطقة صغيرة او كبيرة فيها، انما هو معتمد بشكل وثيق جدا على الارتباط القائم فيما بين المدن وانتظامية التدفق للسير فيهم وداخلهم؛ فالتخطيط لحل متوقع لتلك المعضلة ينبغي ان يتم بشكل شامل، لكل المدن، خاصة القريبة من بعضها، اولا، ودفعة واحدة، باعتماد مبدأ واحد لجميعها، اذ ان انسجام ايقاع التدفق في ما بينها وداخل كل منها، يؤدي الى التناغم في جميع مدن الدولة، باعتبارها جسد او نظام واحد متكامل؛ ثم قد تتوسع هذة الطريقة لتصب? بين الدول المتجاورة.
 
وكما تُعالج اي مشكلة معمارية لتصميم مبنى جديد، لتلبيةمطالب المالك وفق العناصر الثابتة، مثل طبيعة الارض ومساحتها وموقعها، واحكام البناء، والظروف المناخية...الخ، كذلك الحال في تخطيط مدن جديدة. اما اذا وُجد مبنى قائم يُراد التعديل عليه، فإننا نثبت تلك المكونات التي تكون غير قابلة للتغيير، ثم نتعامل بما هو مطلوب؛ وهذا يقابل مشكلة الازدحام في مدينة قائمة، اذ ينبغي الاخذ بالحسبان الاُسس الثابتة فيها، اولاً، من الكبير، كالمباني والشوارع وتفرعاتها الثابتة؛ وغالبا ما يتم البدء بالابتكار لمعالجة المشكلة المعمارية: ب?عرفة التفاصيل الثابتة للمبنى القائم والمتطلبات المرادة من مالكه ومساحاتها...الخ، اي من الداخل الى الخارج، من الصغير او القليل الى الكبير او الكثير؛ ثم يُقيم امكانية التطبيق عليها، وهذا ما عليه ان يطبق للتخطيط لحل مشاكل الازدحام في المدن القائمة.
 
لُوحِظ ان من الحلول الناجحة لازمة المرور، لاي مركبة للنقل، تكون موفقة نوعا ما، اذا اتبع مبدأ العمليات الطبيعية للسير او المرور او الجريان: كجريان مياه النهر المستمر، او كما هو الحال في عملية تدفق الدم او الغذاء في مجاريه المختلفة الاحجام؛ وهذا لا يتعارض مع مبدأ الحل المعماري والمقابل له في الحل التخطيطي؛ فان دُرس بتمعن واحدا او اثنين منهم، واُستوعب مبدأهم، حينها يتم التقييم واتخاذ القرار لتطبيقه او عدمه.
 
موجز الحل للتطبيق - عمّان كمثال من دراسة التخصص الاول، هنا، في الاردُن، وخاصة في التصميم المعماري، تعلّمت دائما بتقديم حلول جميلة، سهلة ومستديمة، ذات قابلية للتنفيذ تناسبا مع ما يتوفر؛ وهذا ما عليه الالتزام من قبل المعماري او المخطط لامكانية تطبيقه كحل لمشكلة الازدحام المروري على مثال قائم، كمدينة عمّان.
 
بعد مدة لا باس بها من المراقبة والملاحظة على الارض، والمتابعة والبحث، اُدرك ان المنبع الاساسي والأول للازدحام المروري في مدينة عمّان - لطبيعة تضاريسها المؤدي الى عدم توازي اغلبية الشوارع واستقامها، مع التزايد بكثافة السير - ليست الشريانات الرئيسية بحد ذاتها، انما هو الأفرع الصغيرة جدا ! الاتية من المباني، وخاصة السكنية منها، بالاضافة الى الطُرق النافذة منها واليها، من المدن الاخرى، وخاصة القريبة؛ هذا ما يقابل الينابيع المائية المحدثة للأنهر الجارية، حيث ان تخلخل تدفقها المنتظم وزيادته الى الاكثر تتسبب في الفيضان لمياه النهر وخاصة اثناء او بعد الأمطار الغزيرة، التي يشابهها العدد المتزايد من المركبات على الطُرق ؛ هو الحال نفسه، عند اختلاف ايقاع دقات القلب لأسباب مشابهه، المحدثة لعقباتها المؤلمة، المقابل ل?دوث الازدحام.
 
فلذلك ينبغي الرجوع اولا الى ذلك «النبع»- الفرع الصغير العرض- المزوّد والمتجه نحو الاوردة - الشوارع ذات العرض المتوسط بين الافرع والشريانات الرئيسية ذات المسارب المتعددة، ومحاولة ضبط تدفّقه بصورة تتناسب مع عرضه والسرعه عليه ؛لذلك سيوجز الحل تالياً، اي ستعرض النتائج لهذة الدراسة اولاً، ثم تُفصّل المنهجية المتّبعة لاحقاً، الذي بها تم الوصول له.
 
ملخص الحل: بالاعتماد على مبدأين أساسيين: احدهما هو العملية الطبيعية لجريان مياه النهر الدائم، الممتليء، ابتداءاً من منابعه، بطريقة سلسة متدرجة ومستمرة بسرعات متناغمة مع عرض المجرى وطبيعته حتى وصوله للصبّ في البحر، الذي ذكره المعمار ومخطط المدن، المعروف والمعتبر ليكوربوزيه، في كتبه ومقالاته العديدة، لتخطيط الشوارع وتسلسل انواعها حسب طبيعة مكانها ووظيفتها، بالعرض والسرعة؛ والاخر هو عملية تدفق الدم المنتظم في اوعيته المختلفة الاحجام داخل الجسد المحدّد المتحرك؛ بالاضافة الى رؤية واستيعاب بعض الأمثلة القائمة في مدن مختلفة?لمناطق محصورة فيها، الذي أُقيّمه بانه ناجح، الى درجة؛ وأخيرا، ينبغي أن يُذكر بأن الشريان القائم المتوفر حاليا عليه ان يعمل،مجازا، على استيعاب اقصى لمساربه - كما هو الحال في تصميمات الهندسة المدنية حيث يقدم الحساب لها وفق الحد الاقصى للحِمل: جزيئات المياه المتدفقة او الدم الجاري لا يتوقف لانتظار الجزيئات الاخرى، فلذلك، وعقِب ذلك كله يمكن ان يُوجز الحل، وبشكل دال على التفصيل له، كالآتي: بما ان الانبثاق المتناغم لجميع الينابيع المحدثة لجريان المياه المتدفقة، هو السبب لسلاسة وروعة مشهده، فإن ضُبِط التدفق على الافرع الصغيرة للشوارع السكنية في عمان اولا، ثم الزرقاء، المدينة الاقرب لها ذو التدفق الكثيف، مرة واحدة، وعلى مراحل، فإن عملية جريان السير للمركبات في الأوردة والشرايين الرئيسية ستنغّم تدريجيا.
 
في الأوعية او الشعيرات الصغيرة جدا لمجرى الدم، هناك صمّامات لنظم ايقاع رجوع الدم إلى الأوردة والشرايين باتجاه القلب، وهذا يقابله في وقتنا الحاضر، الاشارات الضوئية. ثم ان اتجاه الجريان الطبيعي لكلا العمليتين يسير في اتجاه واحد فقط وباستمرار.
 
وعليه، فإن بُدءَ بتحويل جميع الشوارع الفرعيّة إلى إتجاه واحد فقط، بمسرب واحد فقط، ثم فُصلت جميع الأوردة التالية لها بجزيرة صغيرة جدا، المتجهه إلى جانب واحد اساسي من الشريان، تصبح كل المركبات تسير في اتجاه واحد.
 
ثم يُضبط التدفق على الافرع وذلك بالاشارات الضوئية المنقولة من الشرايين الرئيسية لتستخدم مرة أخرى على الافرع؛ في هذة الطريقة سيضبط الجريان في الوريد والشريان الذي سيكون مُحرّر من اغلبية الاشارات. العامل المساند لهذا الاحكام، هو تحديد سرعة المركبة الأولى على الافرع ثم الاوردة، كل حسب عرضه، اي مساربه. كلفة تنفيذ هذا الإجراء قليلة مقارنة مع الحلول الأخرى المكلفة جدا التي ستُعرض في المنهجية فيما بعد. يفضّل اعتماد تتالي عددي للمسارب ابتداءاً بمسرب واحد على الفرع، وليس اثنان! ثم يتدرج العدد حسب إمكانات الاستيعاب في الشريان القائم القريب له وبالتالي يحدد عدد المس?رب على الاوردة، اي نبدأ من الاول ثم الثالث ثم نرجع الى الوسط.
 
من فوائد وإيجابيات المقترح انه سيوفر على جوانب الافرع والأوردة مساحات من الاسفلت، التي يمكن أن تُستغل كمواقف طولية او مائلة للمركبات، خاصة على الشوارع القريبة من الشرايين الرئيسية، التي بدورها ستُحرر، إلى درجة، المسرب الايمن من الشريان الذي عادة ما يُرى مُغلق، فيعيق انسياب السير عليه الذي يساعد على تضييق المجرى بنسبة الربع او الثلث، فيتوقف السير دقيقة، مثلا، الذي يوقف من خلفه على امتداد الشريان، بدقائق.
 
خاتمة: إنّ الذي تم تقديمه هنا هو خلاصة الحل المقترح، الذي اُختير من بين عدة حلول أخرى جرى تقييمها وفق معايير بديهية ومنطقية: الكلفة، الجهد، والوقت في التنفيذ على أرض الواقع والآثار المترتبة منها وعليها، على كافة المرتبطين بالطريق. الشروحات لذلك بتفاصيلها سترد لاحقا حيث أنها تتطلب مساحة كبيرة ووقت طويل لقراءتها. التَقابلات او المقاربات التي ذكرت هي للدلالة على الطريقة المتبعة للتعامل باستخدام مباديء حركة الجريان السلسة والمستمرة للمواد المختلفة في الطبيعة او في الانسان، الناجحة والفعّالة، ثم كيفية تحويلها وتطبيق م?دأها على حركة مشابهة لها لسير المركبات في مدن...المركبات.