أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    19-Nov-2025

جرش.. الزراعات الشتوية تنطلق وسط آمال بتعويض خسائر المواسم السابقة

 الغد-صابرين الطعيمات

 بدأت المئات من العوائل الجرشية بالزراعات الشتوية التي تعد مصدر دخل سنوي ثابتا لهم، وذلك على وقع حالة من التفاؤل جراء هطول الأمطار قبل أيام، لا سيما أن التغيرات المناخية وتراجع الهطول المطري في السنوات الأخيرة، ألحقا بهم خسائر وحرماهم من موسم الزراعات الشتوية الذي تعتاش عليه تلك العوائل، على أمل أن يعوض هذا الموسم خسائر المواسم الماضية.
 
والزراعات الشتوية هي مشاريع إنتاجية بعلية منتشرة في مختلف القرى والبلدات، تديرها ربات المنازل من خلال الحدائق المنزلية وممتلكاتهم من قطع الأراضي حول منازلهم، حيث توفر لهم دخلا سنويا ثابتا يساعدهم في توفير احتياجاتهم وتحقق لهم وفرا ماليا.
ويأمل المزارعون أن يكون الموسم المطري هذا الشتاء مبشرا قبل بدء أربعينية الشتاء، لضمان جودة ونمو الزراعات الشتوية والاستفادة من مشاريع الحصاد المائي للزراعات الصيفية كذلك، خصوصا أن هذه المشاريع من مشاريع تمكين المرأة، وهي توفر مدخولات مناسبة للسيدات كونهن يستثمرن الحدائق المنزلية في هذه المشاريع.
وتجتهد السيدات في زراعة الأعشاب الطبية، ومنها الزعتر والميرمية وإكليل الجبل، وزراعة الورقيات والفول والبازيلاء والملفوف، وهذه المنتوجات تسوق في المجتمع المحلي عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وما يبقى يتم تصنيعه وتحويله إلى مواد غذائية محفوظة تسوق قبل شهر رمضان المبارك الذي سيبدأ خلال فصل الشتاء كذلك، لا سيما أن مواعيد القطاف قريبة من موعد شهر رمضان الذي يشهد زيادة في الطلب على المنتوجات الغذائية بمختلف أنواعها.
أم مصعب البوريني التي تدير أحد هذه المشاريع الإنتاجية، تستثمر حديقة منزلها ومساحتها 300 متر في زراعة مختلف الخضار والأعشاب الشتوية، وتقوم بتسويقها في المتاجر والمهرجانات والمجتمع المحلي، كما تقوم بحفظ المنتوجات المتبقية بتجفيفها أو تجميدها لحين تسويقها.
وتتوقع البوريني أن يكون موسم الزراعات الشتوية هذا العام ناجحا إذا كان الهطول المطري مناسبا، لا سيما أن مواعيد القطاف قريبة من موعد شهر رمضان المبارك الذي يزيد الطلب فيه على المواد الغذائية، إلا أن نجاح الزراعات وجودتها يعتمدان على الموسم المطري من بداية المربعانية وحتى خمسينية الشتاء، لا سيما أن المنطقة تشهد التغيرات المناخية وتأخر المنخفضات الجوية المحملة بالأمطار.
الاعتماد على مياه الأمطار
وأضافت أنها تدير مشروعا إنتاجيا غذائيا منذ 9 سنوات، وتعتمد فيه على الزراعات الشتوية والصيفية في التصنيع الغذائي، الذي يشهد طلبا متزايدا كونها زراعة على الأنظمة العضوية والصديقة للبيئة، ولا يستخدم فيه أي مواد تضر بالمزروعات، حيث يتم الاعتماد على مياه الأمطار في الشتاء ومشاريع الحصاد المائي في فصل الصيف.
ووفق نبيلة محمود، رئيسة إحدى الجمعيات الخيرية التي تدير مطابخ إنتاجية عدة، فإن "آلاف الأسر الجرشية تعتمد على الزراعات الشتوية كمصدر دخل موسمي يعينها على تغطية جزء من مستلزمات الحياة، خصوصا أنها من أنماط الزراعة السهلة وغير المكلفة، إلا أنها تحتاج إلى أمطار مبكرة ومستمرة". 
وأضافت محمود "أن موسم الزراعات الشتوية من أهم المواسم التي تتميز بها محافظة جرش وتعتمد عليه المطابخ الإنتاجية، وهذه الفترة تقوم المطابخ الإنتاجية ومشاريع تمكين المرأة كافة بالاستفادة من الزراعات الشتوية التي تتزامن مواعيد قطافها مع شهر رمضان المبارك، وهو من أهم المواسم التسويقية التي تنتظرها هذه المشاريع".
من جهته، يقول المزارع فراس العياصرة "إن المزارعين يرون أن الزراعات الشتوية، وأبرزها محصول الباذنجان والورقيات بأنواعها والبصل والثوم والفول والبازيلاء والحمص، تكاليف زراعتها قليلة مقارنة بالزراعات الصيفية التي تحتاج إلى عناية أكثر وتسميد ورش ومياه للري، فيما الزراعات الشتوية لا تحتاج إلى مياه وتسميد ووقاية كون درجات الحرارة منخفضة، إضافة إلى أن عمليات تسويقها سهلة وغير مكلفة، ومن الممكن بيع المحصول للسكان في الأحياء المتعددة والقرى والبلدات وبأسعار مناسبة".
وأضاف العياصرة أنه يقوم سنويا باستغلال قطعة أرضه المجاورة لمسكنه ومساحتها دونمان، وزراعتها بالمنتوجات الزراعية الشتوية بمختلف أنواعها، والتي يعتمد في ريها على مياه الأمطار، وهي توفر له دخلا لا يقل عن 900 دينار في كل فصل شتاء، فضلا عن تجميع مياه الأمطار واستغلال مشروع الحصاد المائي في ري الزراعات الصيفية".
وأشار إلى أن محافظة جرش تتميز بالزراعات الشتوية التي شهدت إقبالا لافتا عليها من قبل صغار المزارعين وبمساحات غير واسعة خلال السنوات الماضية، وباتت آلاف الأسر تعتمد عليها، وفي المقابل تشهد منتجاتها رواجا بين المطابخ الإنتاجية التي تنتشر في المحافظة، في عملية تكاملية تستفيد منها أسر المزارعين والمنتجين.
حراثة الأراضي وتقليم الأشجار
وبحسب المزارع رائد السوالمة، فإنه يستفيد من قطعة أرض مساحتها بسيطة داخل محيط منزله، ويزرعها سنويا بالفول والبازيلاء وبعض أنواع الورقيات حتى يسد حاجة الأسرة من إنتاجها وبيع الفائض على الحاجة وبأسعار مناسبة.
وبين السوالمة، أن هناك إقبالا على هذا النوع من المزروعات كونها تسقى بمياه الأمطار ولا تتطلب أي مواد رش أو مبيدات أو حتى أسمدة، وبالتالي فهي زراعات طبيعية تفضلها غالبية الأسر.
بدورها، وجهت مديرية زراعة جرش المزارعين في هذه الفترة بضرورة حراثة أراضيهم وتقليم الأشجار قبل بدء موسم الهطول المطري لضمان استفادة الأراضي الزراعية من مياه الأمطار، وتقديم مختلف أنواع الرعاية الزراعية تمهيدا لري الأشجار من مياه الأمطار التي تعتمد عليها، خاصة أن التغيرات المناخية ألحقت أضرارا كبيرة بالقطاع الزراعي، وفق مدير قسم حراج جرش المهندس إبراهيم قوقزة.
وأوضح أن المنخفض الجوي الماضي يبشر بموسم مطري جيد، ومن الأفضل أن يبدأ المزارعون بموسم الزراعات الشتوية الذي يبدأ حاليا، وهو يعتمد على مياه الأمطار في الري، وهي مشاريع إنتاجية للعوائل تدير أغلبها ربات المنازل وتوفر دخلا سنويا ثابتا، فضلا عن ضرورة تجهيز مشاريع الحصاد المائي لتوفير أكبر كمية من مياه الأمطار للزراعات الصيفية وحماية الأشجار من التغيرات المناخية لضمان جودة في الإنتاج.
وأضاف قوقزة أن مئات من العوائل في جرش تعتمد على الزراعات الشتوية في توفير احتياجاتها من الزراعات الشتوية وتسويق ما تبقى عبر المجتمع المحلي، وهذه المنتوجات معروفة بجودتها وسهولة زراعتها وانخفاض التكاليف وعدم حاجتها إلى ري أو تسميد أو مبيدات، كونها تزرع في فصل الشتاء والإصابات فيها قليلة ولا تحتاج إلى علاجات في أغلبها.
ولفت إلى "أن الموسم المطري ما يزال في بدايته، ونتمنى أن يكون محملا بالأمطار خلال أربعينية وخمسينية الشتاء، ومن المتوقع أن تكون فيها منخفضات كبيرة تسهم في إنبات الزراعات وتعبئة مشاريع الحصاد المائي".