الغد-عبدالرحمن الخوالدة
أطالت الأجواء المعتدلة فترة الركود في مبيعات أجهزة التدفئة، التي عادة ما تبدأ نشاطها منذ مطلع تشرين الأول (أكتوبر)، الأمر الذي خلق حالة من المنافسة الشديدة بين التجار ودفعهم إلى خفض هوامش الربح بشكل لافت في محاولة لتحريك الأسواق.
وفي ظل هذه الظروف يتوقع عاملون أن يتحرك الطلب على أجهزة التدفئة بعد الحالة المطرية الأخيرة تزامنا مع موسم التخفيضات الكبرى المعروفة بـ”الجمعة البيضاء”، ما قد يشكل نافذة مهمة للمتسوقين الباحثين عن أسعار أقل، وللتجار الراغبين في مغادرة حالة الجمود التي طالت أسواق الأجهزة خلال الفترة الماضية.
ومع تزايد التوقعات بتراجع أسعار أجهزة التدفئة بنسبة قد تتجاوز 10 % مقارنة بالعام الماضي، تتجه الأنظار إلى ما إن كانت الظروف الجوية الباردة المقبلة ستعيد الزخم الحقيقي للسوق، أم سيبقى الركود هو العنوان الأبرز لهذا الموسم.
مواطنون يستعدون لموسم التخفيضات
ويرى سليمان حميدان، وهو متقاعد ستيني، أن موسم الجمعة البيضاء أصبح فرصة حقيقية لتعويض محدودية الدخل، خاصة مع الارتفاعات المتتالية في الأسعار خلال السنوات الماضية.
ويقول إن دخله التقاعدي لم يعد يسمح له بشراء مدفأة جديدة بسهولة، لذلك ينتظر موسم الخصومات “على أمل أن يجد مدفأة غاز بسعر مناسب”، خصوصا بعد أن أصبحت مدفأته القديمة غير آمنة للاستخدام.
ويضيف أن موجة البرد الأخيرة زادت من حاجته الملحة لشراء مدفأة، ما يجعله يتابع العروض بشكل يومي لاستغلال أي انخفاض فعلي في الأسعار.
أما خالد محمد، الموظف في إحدى الشركات الخاصة، فيعتبر تخفيضات الجمعة البيضاء فرصة لتجهيز منزله قبل حلول البرد القاسي.
ويوضح أنه يخطط لشراء مدفأة كهربائية جديدة هذا العام، لكنه كان يؤجل ذلك بسبب الأسعار المرتفعة، إلى أن بدأت العروض تتوالى. ويشير إلى أن المنافسة القوية بين المتاجر “تخدم المواطن بشكل مباشر”، وأن التخفيضات هذا العام تبدو أكبر وأكثر واقعية قياسا بالمواسم السابقة.
10 % توقعات انخفاض أسعار أجهزة التدفئة
وقال ممثل قطاع الكهربائيات والإلكترونيات في غرفة تجارة الأردن حاتم الزعبي إن تأخر الانقلاب الشتوي خلال الفترة الماضية، وانعكاسه على ضعف الطلب على أجهزة التدفئة، رفع من مستوى المنافسة بين التجار في السوق المحلية، وفي ظل هذه المنافسة خفض التجار هامش الربح، مما سينعكس بالضرورة على مستويات الأسعار.
وتوقع الزعبي أن تشهد أسعار أجهزة التدفئة تراجعا بأكثر من 10 % عن مستوياتها في العام الماضي، حيث سيلجأ التجار إلى تخفيضات بهدف تشجيع المواطنين على الشراء.
وأوضح الزعبي أن الطلب على شراء أجهزة التدفئة التي عادة ما تبدأ منذ بداية شهر تشرين الأول (أكتوبر) حتى الآن انخفض بنحو 60 % قياسا بالفترة ذاتها من العام الماضي.
موسم العروض متنفس للتجار بدوره، أكد نائب نقيب نقابة الأجهزة والأدوات الكهربائية والإلكترونيات فواز قطان، أن موسم التخفيضات في الأسواق حاليا يشمل أجهزة التدفئة، لذا سيطرأ عليها تراجعات كبيرة، تصب في صالح المواطن.
وبين قطان أن السوق التجاري يشهد حالة من تباطؤ الطلب، إلا أنه من المتوقع خلال الأسبوع القادم أن تستعيد الأسواق نشاطها مع بدء موسم العروض الفعلي وقرب صرف الرواتب الشهرية.
من جانبه، أفاد مدير المبيعات في إحدى سلاسل البيع الكبرى المختصة في بيع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية والأثاث، علي أحمد، أن أجهزة التدفئة للموسم الشتوي الحالي من المتوقع أن تسجل بشكل عام تراجعا طفيفا مقارنة بأسعار الموسم الماضي.
وبيّن علي أن الأسواق التي انطلق فيها موسم عروضات الجمعة البيضاء تشهد حاليا انخفاضات ملموسة للغاية في أسعار أجهزة التدفئة.
وحول أسعار أجهزة التدفئة، أوضح علي بأنها تتراوح بالنسبة للمدافئ التي تعمل بالغاز ما بين 24 و140 دينارا بحسب بلد إنتاجها وحجمها، فيما يتراوح سعر مدفأة الغاز ما بين 34 و180 دينارا، في حين يتراوح سعر الكهربائية ما بين 10 و80 دينارا.
وأشار علي إلى أن الطلب على أجهزة التدفئة تحسن في اليومين الأخيرين مع انخفاض درجات الحرارة وهطول الأمطار، مرجحا أن يزداد الطلب بعد الحالة المطرية الأخيرة.
وأكد علي أن تخفيضات موسم الجمعة البيضاء في غالبها حقيقية وليست وهمية، إذ يجد فيها التجار وسيلة لكسر حالة الركود التي تعاني منها الأسواق مؤخرا.