أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    17-Nov-2025

ديون أمريكية قياسية.. والحرب مع الصين باتت قريبة*م. مهند عباس حدادين

 الراي 

لم يخطر على بال أحد من هذا الجيل بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد غرقت بالديون وأصبحت القدرة على سدادها مشكوك فيها، فبعدما كانت سندات الخزانة الأمريكية هي الإستثمار الأقوى لدى الدول أصبح التخلص السريع منها عنوانا، وليس هذا فحسب فالفائدة مرتفعة وخدمة الدين الأمريكي التي تزيد عن ترليون دولار وهذا يتفوق على موازنة الدفاع الأمريكية، فالإقتراض الداخلي يشكل 70% من هذا الدين، وأكبر دائن للولايات المتحدة من الدول الخارجية هي اليابان على شكل سندات قرابة 1.1 ترليون دولار ثم الصين 730 مليار دولار وبعدها المملكة المتحدة قرابة 700 مليار دولار.
 
ماذا يعني كل ذلك؟يعني هناك خطر في التخلف عن سداد الدين الأمريكي سيؤدي الى عدم الثقة بالدولار والسندات الأمريكية والإستثمار في سوق السندات والعقارات وبالتالي إهتزاز في سوق الأسهم والعقارات سيؤدي الى إنهيار في الإقتصاد الأمريكي.
 
كيف تشكلت الديون الأمريكية؟تشكلت الديون الأمريكية والتي زادت خلال الخمس سنوات الأخيرة بعد أزمة كورونا لسببين رئيسيين الأول سوء إدارة البلاد خلال الأزمة حيث ضخت الحكومة الأمريكية أكثر من 3 ترليون دولار بين أيدي المواطنين، وكذلك الحروب العبثية التي دعمتها والتي اغرقت الولايات المتحدة في الديون وزاد التضخم وأصبح السيطرة عليه وعلى الفائدة المرتفعة غير ممكن.
 
لماذا ستبقى الفائدة مرتفعة والتضخم لن يصل 2%؟هناك عدة أسباب منها: الإقتراض لزيادة موازنات الدفاع لدى الدول، حيث أصبحت لدى بعضها وخصوصا الأوروبية تشكل 5% من ناتجها المحلي، الإقتراض للإستثمار في تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي والمخاوف بأن تلك الإستثمارات لن تعطي المردود على المدى القصير، حيث زادت قيمة سوق الأسهم الأمريكية خلال الفترة القليلة الماضية من 40 ترليون دولار الى 70 ترليون دولار بسبب الزيادة السوقية المضاعفة لقيمة الشركات التكنولوجية الأمريكية، الإقتراض للتحولات في الطاقة النظيفة والبنية التحتية لها للتغلب على التغيرات المناخية حيث أصبح التغير المناخي يشكل خطرا كبيرا على إقتصاد الدول والمتوقع أن يستنزف 5% من ناتجها المحلي الإجمالي قبل عام 2030، وأخيرا تغير مفهوم العولمة والذي سيكلف العالم مبالغ للإقتراض من أجل مشاريع لوجستية جديدة.
 
كيف تفكر الولايات المتحدة للخروج من أزمة الديون؟الجواب على ذلك بأنها لا تملك عصا سحرية، لكن اللجوء الى طرق قد تؤدي الى ذلك وأهمها طباعة المزيد من الدولارات مما يؤدي الى مزيدا من التضخم وانخفاض في الدولار، لتنخفض معه الديون وتتآكل، وهذه مخاطرة كبيرة وخصوصا إذا قام معسكر بريكس بالتخلص من الدولار في التعاملات التجارية، الحل الآخر الذي يعمل عليه الرئيس الأمريكي ترمب تخفيض الفائدة لتنخفض خدمة الدين وجلب الإستثمارات بفائدة أقل، لكن الحل الأقوى هو الذهاب الى العملات الرقمية والبحث عن عملات مستقرة وفرض إحتياطات على البنوك للتعامل معها وهذا سيوفر سيولة تمكنه من سداد جزء من المديونية.
 
والسؤال الأخير هو: في ظل تراكم الديون الأمريكية؛ هل تستطيع الولايات المتحدة منع الصين من احتلال تايوان؟نعلم أن الصراع بين الولايات المتحدة والصين على هذه الجزيرة هو صراع لمنع التكنولوجيا المتقدمة وهي الرقاقات الإلكترونية التي تصنعها تايوان من الوصول الى الصين حيث يستطيع مصنع تايوان للرقاقات TSMC صناعة رقاقة بحجم 2 نانومتر، في حين لا تزال الصين تصّنع رقاقة بحجم 7 نانو متر، لكن الصين انطلقت في التحضير لغزو تايوان للتفوق العسكري على الولايات المتحدة بعد أن قامت الأخيرة بالتدخل المباشر في الحرب بين إيران وإسرائيل ودعمها لحليفتها إسرائيل من خلال استخدام طائراتها الشبحية لقصف المواقع النووية الإيرانية، فالتحضيرات الصينية هي معظمها تكنولوجيا متقدمة ومنها:
 
1. إطلاق أقمار إصطناعية مؤخرا لديها القدرة على تدمير أقمار إصطناعية غربية في الفضاء بواسطة أذرع تخرجها عن مدارها لتسبح بعيدا في الفضاء.
 
2. تطبيقات الجيل السادس 6G والتي ستكون حاسمة في الحرب والتي تقترب الصين من إتمامها.
 
3. إنتاح كميات كبيرة جدا من الصواريخ والتي تتفوق بالكم على الولايات المتحدة إذا دخلت بحرب استنزاف لاسيما أن الولايات المتحدة قد استنفدت جزءا من مخزونها الصاروخي في حرب الشرق الأوسط والحرب الأوكرانية من خلال دعم حلفائها.
 
4. إنتاج كميات كبيرة من كلاب الروبوتات والمركبات الآلية وجميعها مرتبطة بغرف عمليات للذكاء الإصطناعي والتي تستخدم لوغاريتمات تنفذ أوامر تصل الى 10000 أمر في الثانية وهذا التقدم لا يملكه الآن إلا الصين، من خلال الخوادم الكمية معززة بالجيل السادس من الإتصالات لتستطيع الوصول الى الأهداف وتنفيذ الأوامر بطريقة إستباقية، لا يستطيع الطرف الآخر من إتخاذ أي إجراء.
 
5. الصين تحاكي حربا باستخدام المؤثرات الصوتية والضوئية بواقع إفتراضي يؤثر على جميع الأسلحة التقليدية.
 
في الختام الولايات المتحدة اليوم ليست كما كانت قبل عقود فهي غارقة في الديون بإقتصاد على شفا الانهيار، لن تخرج من أزمتها إلا من خلال بناء جسور الثقة مع الصين والتعاون معها بتكاملية وليس بندية، والإنهاء الفعلي لجميع الأزمات العالمية والتي تستطيع الولايات المتحدة فعل ذلك قبل فوات الأوان.