الغد-علا عبد اللطيف
الغور الشمالي- رغم التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في منطقة وادي الأردن، إلا أن المزارع محمود أبو عبطة تمكن من تحقيق تجربة زراعية ناجحة بزراعة محصول الأفوكادو لأول مرة في لواء الغور الشمالي، وهو أحد المحاصيل الحديثة ذات القيمة الاقتصادية العالية، ما يشكل نموذجا يحتذى في تنويع الإنتاج الزراعي في المنطقة.
وانطلقت فكرة المشروع من رغبة أبو عبطة في البحث عن محاصيل بديلة تتأقلم مع التغيرات المناخية وتحقق مردودا اقتصاديا أفضل، إذ بدأ بزراعة عدد محدود من أشجار الأفوكادو كتجربة أولى في مزرعته، بمتابعة وإشراف من مديرية زراعة الأغوار الشمالية.
وخلال الجولات الميدانية التي تنفذها المديرية، تم الوقوف على التجربة ومتابعة مراحل نمو الأشجار، وتقديم الإرشادات الفنية المتواصلة للمزارع حول طرق الري والتسميد والعناية بالمحصول. وقد أسهم هذا الدعم في تعزيز نجاح التجربة وتجاوز العقبات التي واجهها في بدايتها.
ورغم الصعوبات التي اعترضت طريقه، مثل حساسية الشتلات لدرجات الحرارة المرتفعة وضرورة توفير مياه ري منتظمة، إضافة إلى قلة الخبرة الفنية بهذا النوع من الزراعة، إلا أن الإصرار الشخصي للمزارع والدعم الميداني المستمر من كوادر المديرية كان لهما الدور الأبرز في تحقيق النجاح.
ومع مرور الوقت، أظهرت أشجار الأفوكادو نموا ممتازا وتكيفا ملحوظا مع ظروف المنطقة، ما شجع المزارع على التوسع في زراعتها وزيادة عدد الأشجار.
ويقول أبو عبطة لـ"الغد": "كانت البداية صعبة، لكني آمنت أن التجربة تستحق، واليوم أرى ثمرة جهدي وأشعر بالفخر لأننا استطعنا إدخال محصول جديد إلى الأغوار الشمالية".
وبحسب المزارع علي الحمد، فإن إدخال الزراعات الاستوائية حقق العديد من الفوائد، كما أنه يدر دخلا ماليا كبيرا في ظل الخسائر المتعددة التي يتكبدها المزارعون.
من جانبه، أكد مدير زراعة الأغوار الشمالية المهندس محمد نعيم أن تجربة المزارع أبو عبطة تمثل خطوة مهمة نحو إدخال محاصيل ذات جدوى اقتصادية عالية، مشيرا إلى أن المديرية مستمرة في دعم المزارعين بالتوجيه والإرشاد الفني لتبني زراعات بديلة تتلاءم مع طبيعة المنطقة.
وأضاف نعيم أن نجاح زراعة الأفوكادو في الأغوار الشمالية يفتح آفاقا جديدة للمزارعين، ويسهم في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة وتعزيز الأمن الغذائي. وفي السياق ذاته، تؤكد وزارة الزراعة أهمية التوجه نحو المحاصيل البديلة ذات القيمة المضافة العالية مثل الأفوكادو، التي تسهم في تنويع الإنتاج الزراعي ومواجهة آثار التغير المناخي، حيث تعمل الوزارة على تشجيع التوسع في هذه الزراعة من خلال توفير الدعم الفني والإرشادي للمزارعين، بما يسهم في رفع كفاءة استخدام الموارد المائية وتحقيق عوائد اقتصادية أفضل.
من جانبه، قال المهندس الزراعي ورئيس قسم الوقاية والصحة النباتية في مديرية الزراعة فارس المشرقي "إن المزارعين في وادي الأردن، في أمس الحاجة إلى تغيير الأنماط الزراعية بسبب التغيرات المناخية التي تمر بها المنطقة، من ارتفاع وانخفاض في درجات الحرارة والصقيع، ناهيك عن المتغيرات الأخرى، مثل قلة المياه والتغير الجيولوجي في طبيعة التربة، وهم بحاجة إلى محاصيل تقاوم هذه الضغوطات والتغيرات". كما أشار إلى أن المزارعين بحاجة إلى تعويضات عن خسائرهم المالية.
وبين المشرقي أن مشروع الزراعات الاستوائية من المشاريع التي ستكون نقلة وثورة زراعية حديثة، خصوصا أن طريقة الزراعة حديثة ومتطورة وتوفر كميات كبيرة من المياه.