أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    13-Nov-2025

دلالات جولة الملك الآسيوية*فهد الخيطان

 الغد

عندما يتعلق الأمر بمصالح الأردن العليا، خاصة في ظروف استثنائية كالتي يشهدها الشرق الأوسط، عادةً ما ينشغل الملك بالكيفية التي يمكن معها ضمان هذه المصالح في المستقبل، وتأمين مصادر قوة إضافية، وبدائل تعوض ما يمكن أن يلحق به من خسائر جراء التحولات الجارية وحالة عدم اليقين التي تلف المنطقة.
 
 
بالنسبة لدولة صغيرة مثل الأردن، ينبغي ألا تكتفي بالنظر حولها، بل تذهب أبعد من ذلك لتجنب المخاطر، وهي في زمننا هذا تبدو قائمة أكثر من أي وقت مضى.
أظهرت أحداث السنتين الأخيرتين في المنطقة أنه ما من تحالفات مضمونة للأبد في ظل سياسات دولية غير مستقرة، وأن الحاجة ملحة لتوسيع دائرة الخيارات الدبلوماسية والسياسية وتنويع سلة التعاون الدولي والإقليمي، قدر المستطاع.
الجولة الآسيوية لجلالة الملك تعكس هذا التطور في مقاربة العلاقات الخارجية، حيث شملت الجولة حلفاء تقليديين وثابتين للأردن مثل اليابان، لكنها فتحت قوسًا أوسع لتشمل دولًا أخرى مثل فيتنام؛ القوة الاقتصادية الصاعدة، والباكستان التي تجمعنا معها علاقات تاريخية يمكن البناء عليها لتطوير مجالات التعاون في قطاعات غير تقليدية، إلى جانب إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية في العالم وذات الدور المتنامي على الصعيد العالمي.
 مع ملاحظة أن البلدين "الباكستان وإندونيسيا" انخرطا فعليًا في ملف أزمة غزة، وشاركا في اجتماعي نيويورك وشرم الشيخ مع الرئيس ترامب.
أما سنغافورة، فهي دولة سبق للملك أن أسس لعلاقات قوية معها في بداية عهده، وطور البلدان شراكة وبرامج تعاون عديدة.
سبق الجولة الآسيوية زيارات ملكية لدول في أوروبا الشرقية، وحضور مؤثر لجلالة الملك في قمة دول جنوب أوروبا في سلوفينيا.
الدبلوماسية والعلاقات الخارجية، مثل الجيوش، تحتاج دائمًا إلى تسليحها وتطوير إمكاناتها بحلفاء جدد وشبكة علاقات أكثر تنوعًا، لضمان قدرتها على خدمة مصالح البلاد.
شبكة المصالح هذه تخدم الأردن في الجانب الاقتصادي بدرجة كبيرة، لكنها تذهب أبعد من ذلك لبناء شراكات في مجالات التعاون السياسي والعسكري، وتعطي الأردن الفرصة لعرض حالة المنطقة وأزماتها على نحو يساهم في كسب حلفاء جدد لقضايا العرب، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ونحن في أمس الحاجة في هذه المرحلة لكسب حلفاء جدد يدعمون مواقفنا، في ضوء التحولات الخطيرة والاحتمالات الصعبة التي تحملها التطورات القادمة.
 لم يخسر الأردن على جبهة التحالفات، فقد حافظ على علاقاته القوية مع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، مثلما تعززت علاقاته مع الأشقاء العرب.
 وفي الأزمة الأخيرة، شهدت علاقات الأردن مع دول في المنطقة قفزة نوعية، بعد مراحل من البرود والفتور مع بعضها. وهناك دول شقيقة تستعد لمشاركة الأردن في مشاريع اقتصادية كبرى تقدر قيمتها بالمليارات، كما تنظر دول غنية للأردن بوصفه وجهة استثمارية مرجحة بقوة في المرحلة المقبلة، نظرًا لما يتمتع به من أمن واستقرار، وما يقدمه من تسهيلات وحوافز للمستثمرين. هذا الحضور المحترم الذي خلقه الملك للأردن على الساحة الدولية، وقدرة الأردن على الصمود في وجه اختبارات حساسة وسط فوضى الإقليم، سيؤهلان بلدنا في المرحلة المقبلة ليكون لاعبًا مهمًا في مشاريع اقتصادية تربط دول المنطقة في مجالات الطاقة والنقل والتجارة.
 في الحركة بركة كما يقول المثل، والملك في تحركاته دائمًا يجلب الخير للأردن.