"الكهرباء".. مواصلة تسجيل أحمال قياسية ودعوات لترشيد الاستهلاك
الغد-رهام زيدان
واصلت أحمال الكهرباء تسجيل أرقام قياسية جديدة تحت وطأة تأثير الموجة الحارة التي تحكم سيطرتها على البلاد منذ أسبوع، فيما أكدت الجهات المعنية أنها تتعامل مع انقطاعات للتيار الكهربائي في مناطق متفرقة بسبب الضغط على الشبكة.
وبلغ الحمل الكهربائي أول من أمس الإثنين 4700 ميغاواط وهو رقم لم يسجل مسبقا أدى إلى انقطاع الكهرباء امتد لساعات في مناطق عدة، فيما دعت الجهات المعنية لترشيد استهلاك الكهرباء خصوصا أثناء وقت الذروة الذي يمتد بين الساعة الخامسة والتاسعة مساء.
مصدر مطلع في شركة الكهرباء الأردنية أكد أن الشركة تعاملت مع 194 انقطاعا في مناطق امتيازها بوسط المملكة، مبينا أن متوسط زمن معالجة العطل الواحد بلغ نحو 50 دقيقة، رغم ما وصفه بـ"الرقم المهول وغير المسبوق" في عدد الانقطاعات.
وأضاف المصدر "الشركة جاهزة للتعامل مع أي زيادة في الأحمال الكهربائية قد ترافقها أعطال أو انقطاعات خلال الفترة المقبلة"وأكد استمرار فرق الطوارئ العمل في الميدان لضمان إعادة التيار بأسرع وقت ممكن في حالات الانقطاع.
وقال مدير عام شركة الكهرباء الوطنية د.سفيان البطاينة إن "النظام الكهربائي يعمل منذ يوم الجمعة الماضية بكامل طاقته الإنتاجية ولم تخرج أي محطة أو وحدة توليدية عن العمل".
وبيّن البطاينة لـ "الغد" أمس أنه تمت تلبية 4700 ميغاواط أول من أمس، في وقت تصل فيه الاستطاعة التوليدية من المصادر التقليدية إلى نحو 4300 ميغاواط، أما الباقي فتم تلبيته من مصادر بديلة، مؤكدا عدم حدوث انقطاعات على الشبكة الوطنية.
أما الطاقة المتجددة (الشمس والرياح) التي تصل قدرتها إلى 2660 ميغاواط فهي لا تشارك بأحمال الذروة خصوصا الطاقة الشمسية لأن الحمل الأقصى أو حمل الذروة في المملكة مسائي أي في وقت تغيب فيه أشعة الشمس التي توفر حوالي 200 ميغاوطا، أما طاقة الرياح فشاركت يوم أمس الأول بنحو 80 ميغاواط فقط من أصل 660 ميغاواط الاستطاعة التوليدية المتاحة من طاقة الرياح في المملكة لأن ذلك يعتمد أيضا على قوة هبوب الرياح.
وأكد البطاينة قدرة الشبكة الوطنية على التعامل مع تبعات الموجة الحالية، ما لم تحدث طوارئ خارجة عن الإرادة.
دعوات لترشيد الاستهلاك من الساعة 5 إلى 9 مساء
وقالت أمين عام وزارة الطاقة والثروة المعدنية م.أماني العزام إن "الحمل الكهربائي ارتفع أمس بمقدار 175 ميغاواط مقارنة باليوم الذي قبله ليصل إلى 4700 ميغاواط، الأمر الذي يتطلب من الجميع المزيد من التعاون في ترشيد الاستهلاك".
وبيّنت العزام أن الوزارة تدعو المواطنين إلى الالتزام بإجراءات الترشيد خلال ساعات الذروة من الساعة 5 وحتى 9 مساء، وتشمل إطفاء الأجهزة والإنارة غير الضرورية، وتأجيل تشغيل الأجهزة الكهربائية الكبيرة، وضبط المكيف على 24 درجة مئوية أو أكثر أو إطفائه إن أمكن، إضافة إلى تجنب شحن السيارات الكهربائية خلال هذه الساعات.
وضمن حملة للوزارة بالاشتراك مع شركة الكهرباء الوطنية وهيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن، لتوعية المستهلكين خلال فترة الحر، قالت هذه الجهات إن "قدرة إنتاج الكهرباء في الأردن تتأثر بموجات الحر، إذ تتوقف محطات الطاقة الشمسية عن الإنتاج بعد غروب الشمس ولا تغطي فترات ذروة الاستهلاك المسائية، في حين يرتبط إنتاج طاقة الرياح بسرعات الرياح غير المضمونة، أما المحطات التقليدية فينخفض أداؤها مع ارتفاع درجات الحرارة".
وقالت هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن إن "ترشيد الاستهلاك يخفف الضغط عن الشبكة ويحافظ على تزويد الكهرباء للمستشفيات ومراكز الصحة والدفاع المدني والمرافق الحيوية".
وبيّنت الناطق الإعلامي باسم الهيئة د.تحرير القاق أن نجاح منظومة الكهرباء الوطنية يعتمد على تعاون الجميع (مواطنين وجهات معنية)، وأن ترشيد الاستهلاك خاصة في فترة الذروة يعد ركيزة أساسية لاستقرار الشبكة. وأشارت القاق إلى أن خمس خطوات بسيطة تضمن استمرارية التيار تشمل ضبط المكيف على 24°، إطفاء الأجهزة غير الضرورية، تأجيل شحن المركبات خارج أوقات الذروة، وتجنب استخدام الأجهزة ذات الأحمال المرتفعة بأوقات الذروة.