أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    07-Nov-2019

هايبرد تعني هجين*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور-تكنولوجيا سيارات الهايبرد قدمت للعالم فرصة كبيرة لتقليل استخدام الوقود التقليدي، وباعتبارها قفزة جديدة كبيرة في عالم صناعة السيارات، فإنها تحتاج الى وقت أكثر  لتثبت بأنها مأمونة ولا خطورة باستخدامها، وقد استعادت شركات انواع ما من منتجاتها من مستخدميها حول العالم، «تويوتا» مثلا وسياراتها من نوع بريوس، قامت وللمرة الثانية باستعادتها، حيث أعادوا 2,4 مليون سيارة في المرة الثانية، لاجراء التعديلات عليها.

في الأردن تختلف الأخلاقيات والمعايير لدى بعض الوكلاء والتجار المتعاملين مع هذه الشركات المحترمة، بحيث يجد هؤلاء مبررات لعدم قبولهم اعادة تلك السيارات الى الشركة المصنعة، وتبرير ذلك زورا بأن الأخطاء ليست مصنعية بل هي أخطاء مهن الميكانيكية والكهربجية وقلة خبرتهم! تبريرات يسوقونها وسوف نسلط عليها ضوءا أكبر في مقالات قادمة.
لكنني ذكرت القصة والعنوان كي أقول لكم بأن الأردن يعاني ثقافة هجينة (هايبرد) ع الآخر، وأمس كان لدينا حزمة من الأحداث التي تعبر عن (الهجين الذي وقع بسلّة تين) كما يقال، ويتطوع هجينو تفكير ومشاعر وهوية ليوفروا على أعداء الأردن وخصومه السياسيين المزيد من التخطيط للنيل من الأردن ومواقفه وقضاياه.
ففي الوقت الذي كانت وسائل الاعلام المحلية والعالمية تسلط الضوء فيه على نصر ديبلوماسي أردني على دولة الاحتلال الصهيوني، تمثّل باستعادة (تحرير) مواطنين اردنيين كانا متعقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، وتنقل بالصوت والصورة لقطات من جسر الملك حسين لعودة المواطنين المفرج عنها، واستقبال الاردنيين لهما، في الوقت نفسه، كان هجينون أشاوس يتبادلون بكثافة فيديو عن حادثة اعتداء همجية حقيرة، أصيب فيها ضابطا صف أردنيين من الأمن العام ومواطن أردني يعمل دليلا سياحيا واردني رابع، يقود حافلة، وسياح اجانب في منطقة جرش، وتظهر في الفيديو للقطات تعوم بلون أحمر يفقع لونه حقدا على الأردن، ويتغافل الهجينون المعاتيه عن تأثير هذا الفيديو على الاردن كله..جريمة قام الأمن بإلقاء القبض على فاعلها الحقير، لكن نشر الفيديو بهذا التوقيت، هو موقف إن لم يكن محسوبا بعناية لمصادرة موقف النصر الأردني، فقد تطوع أغبياء هجينو مشاعر ومبادىء ووفاء وولاء لبلدهم، قاموا بصناعته واستخدموا ما يلزم من غباء واغتراب ليقدموا نتائج أسوأ من التي يبرع الخصوم او يتمنوا لتحقيقها..فقاتل الله الغباء وأهله.
لن أتحدث كثيرا عن حادثة تقع في كل الدنيا، حتى على مصلين في مساجد، ولا يعني هذا بأننا نقلل من أثرها الجرمي على الأبرياء وعلى البلدان وسمعتها، بل إنني شخصيا أعتبرها عملا مخططا له، وأقف كثيرا عند توقيتها وعند علاقتها باعتقال ثم تحرير المواطنين الأردنيين من قبضة دولة الاحتلال المجرمة، التي يعزى إلى ممارساتها وسياساتها المجرمة، كل سبب لدعم الارهاب والتطرف والتخلي عن العقل والأخلاق في المنطقة وحول العالم.
أول الطعنات الغادرة في هذه المواقف المستهجنة توجهت الى خاصرة بلد فعل الكثير من أجل الاعتدال والسلام والمحبة واحترام الأديان واحترام ضيوفه.
التصرفات الهجينة وثقافتها وسلوكها في المجتمع وعلى حسابه وحساب وطنه ومستقبله، ليست تلقائية ولا تأتي من قبيل المصادفة، حتى وإن ارتكبها مجرم أو ساقط أو معتوه مبتلى، فالفعل الاجرامي يصبح أكبر إجراما وتأثيرا حين لا يجد من يتحدث عنه بتوازن ومسؤولية إنسانية ووطنية وقانونية، ويزداد المشهد سلبية حين يتطوع أغبياء أو خبثاء لاستخدام وإيقاع أكبر أثر سلبي بل إجرامي بحقنا جميعا.
لهؤلاء المتطوعين أقول:
ولك يا هجين احم نفسك وبلدك ولا تكن جنديا متطوعا في صفوف أعدائك وأعدائه.