نيويورك: «الشرق الأوسط»
تعزز متاجر وصيدليات في الولايات المتحدة إجراءات الحماية لكثير من السلع، في ظلّ ازدياد السرقات لدرجة باتت تؤثر على استمرارية بعض الموزّعين.
وتقول لورن هوبارت، رئيسة سلسلة متاجر «ديكس سبورتينغ غودز» للسلع الرياضية: «تمثّل جرائم العصابات المنظمة والسرقة بشكل عام خطراً كبيراً بالنسبة لعديد من الموزّعين».
وتضيف: «إن حصّة السرقات في خسائر البضائع كبيرة، سواء بالنسبة لنتائج الربع الثاني أو لتوقعاتنا للعام بكامله».
ومن المتوقع أن تتراوح الأرباح السنوية للسهم الواحد -وهو معيار قياسي بالنسبة للأسواق- بين 11.33 و12.13 دولار، بعدما كان يتراوح سابقاً بين 12.90 و13.80 دولار.
في هذا الإطار، تمثّل خسائر البضائع الفرق بين الكميات التي يتم شراؤها من المورّدين والمخزون الفعلي، وهو أقلّ بسبب عمليات السرقة من قبل الزبائن والموظفين.
تثير زيادة عمليات السرقة؛ خصوصاً العنيفة منها، وتأثير ذلك على الموارد المالية للمتاجر، قلق كثير من الشركات في الولايات المتحدة، بينها شركة التوزيع الضخمة «وول مارت» ومنافستها «تارغت»، وسلسلة صيدليات «سي في إس» ومنافستها «وول غرينز»، وسلسلة متاجر «هوم ديبو» للمفروشات، أو حتى موزّع الأحذية الرياضية «فوت لوكر».
ويقول براين كورنيل، رئيس مجموعة «تارغت»: «في الأشهر الخمسة الأولى من العام، سجّلت متاجرنا زيادة بنسبة 120 في المائة في السرقات العنيفة أو التهديدات بالعنف».
خسائر «أعلى ممّا يمكن تحمّله»
ويضيف كورنيل: «لا تزال فرقنا تواجه عدداً غير مقبول من السرقات في المتاجر وجرائم العصابات المنظمة»؛ مشيراً إلى أن خسائر البضائع المسجّلة في الربع الثاني «أعلى مما يمكن تحمّله على المدى الطويل».
ارتفعت أسعار الفائدة من الصفر تقريباً إلى 5.50 في المائة في 18 شهراً، وهو أعلى مستوى لأسعار الفائدة في 22 عاماً، للحدّ من التضخم الذي وصل إلى 9.1 في المائة في يونيو (حزيران) 2022، والذي كان مستوى قياسياً في 4 عقود؛ ما صعّب العيش على كثير من الأميركيين.
ووفقاً لآخر استطلاع أجراه الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة، وصلت خسائر البضائع إلى 94.5 مليار دولار في عام 2021 (90.8 مليار في عام 2020).
ووفق 88 في المائة من الموزّعين المستطلَعين: «أدّت جائحة (كوفيد-19) إلى زيادة المخاطر» خصوصاً على صعيد الهجمات ضد العملاء والموظفين.
للتصدّي لذلك، يركّب عدد متزايد من المتاجر جدراناً شفافة مع أقفال للرفوف، وأحياناً سلاسل حول الثلاجات، بالإضافة إلى أزرار تُستخدم لطلب مساعدة الموظفين للحصول على السلع المطلوبة.
وغالباً ما تكون الرفوف غير المحمية لا تحمل بضائع كثيرة أو حتى فارغة، للحدّ من السرقة.
إغلاق متاجر
لكن هذه التدابير ليست رادعة بالكامل. على سبيل المثال، قام رجل يضع غطاء على رأسه وقناعاً طبياً على وجهه بتذويب زجاج صيدلية تابعة لسلسة «وول غرينز» في حي كوينز بمدينة نيويورك، أمام العملاء والموظفين. ملأ فيما بعد كيساً كبيراً بهدوء، حسبما أظهر مقطع فيديو نشرته عدة وسائل إعلامية.
وتشير عدة وسائل إعلامية إلى أن بعض الشركات تطلب من موظفيها عدم التدخّل في حال حدوث سرقة، وعدم الاتصال بالشرطة، من أجل الحفاظ على سلامتهم.
وتُقدِم شركات أخرى على إغلاق متاجرها، على غرار سلسلة «جاينت» للسوبرماركت في واشنطن؛ حيث «معدلات السرقة والعنف عالية وتتفاقم».
ويقول ناطق باسم السلسة، لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «تزيد صعوبة العمل في هذه الظروف».
أغلقت سلسلة «وول غرينز» 5 متاجر في سان فرنسيسكو في عام 2021 بسبب السرقات، بينما أغلقت «وول مارت» 4 متاجر في شيكاغو هذا العام، بسبب تراجع الأرباح.
ويقول جون ريني، المدير المالي في مجموعة «وول مارت»: «زادت خسائر البضائع هذا العام. وزادت العام الماضي أيضاً. الوضع متفاوت في البلاد»، مضيفاً: «لا نريد أن يزيد ذلك؛ لأنه قد يؤدي إلى ارتفاع في الأسعار».